وبحسب الخبر الذي أوردته جريدة « الأخبار » في عددها لنهاية الأسبوع الجاري، فقد انتقلت عناصر الفرقة الجهوية للشرطة القضائية إلى مدينة وجدة، حيث تمكنت، أول أمس الخميس، من إيقاف زكرياء لزرق، المدير الجهوي السابق للشركة، ووضعه تحت تدابير الحراسة النظرية رفقة باقي المشتبه فيهم، وهم «و.ر» المدير التجاري بالشركة، و«ع.أ» المدير المالي، بالإضافة إلى المدير السابق للوكالة التجارية لشركة العمران بمدينة تاوريرت وموظف بالشركة كان يشرف على تتبع الأشغال، كما تم إيقاف صاحبي شركتين مكلفتين بالأشغال والبناء.
وأفادت المصادر للجريدة أن ضباط الفرقة الجهوية وجهوا استدعاءات لرؤساء أقسام بالشركة من أجل الاستماع إليهم في هذا الملف.
وحسب خبر الجريدة فقد كان الوكيل العام للملك قد أعطى تعليماته للفرقة الجهوية للشرطة القضائية من أجل إجراء أبحاث وتحريات بخصوص الاختلالات المالية التي عرفتها الشركة الجهوية العمران بجهة الشرق» في عهد مديرها السابق، الذي صدر في حقه قرار بإغلاق الحدود ومنعه من مغادرة التراب الوطني.
وأفادت المصادر ذاتها بأن الرئيس المدير العام لمجموعة «العمران»، حسني الغزاوي، وضع شكاية لدى النيابة العامة ضد المدير السابق من أجل فتح تحقيق بشأن الاختلالات الإدارية والمالية التي تعرفها الشركة الجهوية، وكانت تمر بوضعية مالية صعبة، بسبب تراكم الديون التي تجاوزت ملياري درهم وتراجع نشاطها التجاري، بالإضافة إلى الحجز على حساباتها البنكية من طرف مجموعة من المقاولات التي نفذت أشغالا لصالح الشركة.
وقرر الرئيس المدير العام لمجموعة العمران، وفقا الجريدة، وضع شكاية لدى النيابة العامة، بعدما قامت الإدارة الجماعية للمجموعة بإجراء افتحاص وتفتيش لشركة العمران» «الشرق» في شهر مارس 2024 وكشف تقرير الافتحاص وجود اختلالات مالية خطيرة بالشركة التي تعد فاعلا رئيسيا بالجهة الشرقية، باعتبارها شركة منتدبة للإشراف على عدد كبير من المشاريع، وتربطها عقود عمل مع إدارات ومؤسسات عمومية.
ومباشرة بعد ظهور نتائج تقرير الافتحاص، كتبت الجريدة، قدم المدير العام السابق استقالته من منصبه، وأبان التقرير أنه قام بصرف أموال في غير محلها وفي مشاريع غير مربحة، ما كبد الشركة خسائر مالية جسيمة.
وأفادت المصادر للجريدة ، بأن الرئيس المدير العام للمجموعة حسني الغزاوي تدخل لإنقاذ الشركة من الإفلاس، بعدما راكمت حوالي ملياري درهم من الديون على مدى 10 سنوات، وأعطى الرئيس تعليماته بأن تتدخل الشركات الفرعية الأخرى لمساعدة «عمران» «الشرق»، حيث ساهمت هذه الشركات بمبلغ يفوق 400 مليون ي درهم، تم ضخها في صندوق الشركة، حيث تمكنت من أداء الديون المتراكمة لفائدة المقاولات وإعادة فتح الأوراش التي كانت متوقفة، وأكدت المصادر أن إدارة المجموعة نجحت من خلال لوحة القيادة المركزية في تتبع وضعية الشركة يوميا، وإعادة ة تنشيط الحركة التجارية من خلال عودة المنتوجات والمبيعات وإعادة الثقة للمقاولات المتعاقدة مع الشركة والفاعلين المحليين الذين يتعاملون معها، بعدما تمكنت الشركة في ظرف مدة وجيزة من أداء حوالي 300 مليون درهم لفائدة المقاولات والممونين وإعادة فتح الأوراش التي كانت متوقفة، وإعادة تنشيط الحركة التجارية من خلال بيع المنتوجات العقارية للشركة.
ومن أجل تجاوز الاختلالات، أشارت الجريدة في مقالها، والتي تركها المدير العام السابق، تم تعيين مدير عام جديد، وهو ابن المنطقة، وعلى المستوى المركزي، تم وضع لوحة قيادة بمقر الإدارة الجماعية للمواكبة اليومية لوضعية الشركة ومتابعة معاملاتها التجارية بشكل دقيق، ومعالجة كل المشاكل التي تواجهها.
وختمت الجريدة مقالها استنادا إلى مصادرها بأنه لحدود الآن تم التغلب على كل المشاكل، ومعالجة مكامن الخلل، كما وضعت الإدارة خطة لإنقاذ الشركة وتنشيط الدينامية التجارية والرفع من وتيرة تحصيل المداخيل لمواجهة الديون فضلا عن إعادة النظر في مجموعة من المشاريع ة والترويج لها وفق برنامج عمل جديد بحيث يمكن تسويق المشاريع من خلال المنصة الرقمية التي وضعتها المجموعة لإيصال المعلومات لأكبر عدد من المغاربة داخل المغرب وخارجه.