داخل المركز الوطني لإدارة المخاطر المناخية والبيئية التابع للوكالة الوطنية للمياه والغابات في الرباط، فرق ووحدات متخصصة في حالة تأهب على مدار 24 ساعة في اليوم، لمحاربة والوقاية من حرائق الغابات.
إقرأ أيضا : المياه والغابات تحذر من مخاطر اندلاع الحرائق في ظل ارتفاع درجات الحرارة
فرق ووحدات متخصصة
يتوفر المركز الوطني لإدارة المخاطر المناخية والبيئية، على خمس فرق تعمل على تحديد الأماكن المهددة بالحرائق، وتتبعها في حال اندلاعها، إلى جانب أزيد من 1250 مراقبًا تم تجنيدهم من قبل الوكالة الوطنية للمياه والغابات. يتم دعمهم من قبل أكثر من 1200 مراقب آخر.
ووفق ما وثقته كاميرا Le360 داخل هذا المركز، هناك خمس وحدات تقوم الأولى وهي وحدة المعلومات، بجمع المعلومات عن الحريق، أي وقت اندلاعه، فرق مكافحة الحرائق في الموقع، التضاريس، الغطاء النباتي واتجاه الرياح وسرعتها، كما تدير هذه الوحدة أيضًا موقع نقاط المياه وأعمدة المراقبة ومسارات الوصول ومسارات التدخل. وبعد ذلك ثم يتم تسجيل كل هذه التفاصيل في قاعدة بيانات.
أما الوحدة الثانية وهي تحليل المخاطر، فتعمل بشكل أساسي على إنتاج خرائط المخاطر في مناطق المملكة المختلفة. وحسب مسؤولي المركز، تستند توقعات المخاطر إلى وحدة المعلومات وتاريخ الحرائق.
إقرأ أيضا : المغرب يعزز أسطوله بطائرة «كنادير» جديدة لمواجهة حرائق الغابات
وحسب المصادر نفسها، فقد تمت برمجة خوارزمية الذكاء الاصطناعي لإدخال البيانات من وحدة المعلومات والبيانات من المديرية الوطنية للأرصاد الجوية مثل درجة الحرارة والرطوبة وسرعة الرياح، بالإضافة إلى معلومات عن الغطاء النباتي في المنطقة. ويوفر هذا البرنامج تنبؤات اندلاع الحرائق. لذلك فإن الوحدة تجعل من الممكن إنتاج نوعين من الخرائط: خرائط منتشرة تقدم تفاصيل حول احتمالية وصول الحريق إلى المساكن وخرائط التوعية.
وتختص الوحدة الثالثة بمراقبة العمليات، وهي المسؤولة عن تلقي جميع الإنذارات على المستوى الوطني. فبمجرد استلام الإنذار، تكون هذه الوحدة بالتعاون مع وحدة تحليل المخاطر مسؤولة عن تحديد أولويات الحوادث. الأولوية الأولى هي حياة السكان وأصحاب المصلحة ثم حماية البيئة والغابات.
أما الوحدة الرابعة فتخص اللوجيستيك، وهي التي تضمن توفير المعدات الأساسيّة لمكافحة الحرائق، كمركبات التدخل الأول، ومواد مكافحة الحرائق، وصناديق الإطفاء أوالمضخات الخلفية.
وأخيرًا، نجد وحدة التخطيط، وهي التي تحدد مكان البناء، على سبيل المثال نقطة مياه أو نقطة مراقبة.
إقرأ أيضا : خلال 6 أشهر.. تسجيل 182 حريقا بالمغرب
استراتيجية وطنية لتدبير حرائق الغابات بالمغرب
وردا على سؤال من Le360، قال فؤاد عسلي، مدير إعادة التشجير والمخاطر المناخية والبيئية في الوكالة الوطنية للمياه والغابات، إن استراتيجية التدخل ضد حرائق الغابات تقوم على ثلاثة محاور: الوقاية والإنذار والمراقبة، والاستجابة الأرضية والجوية.
«من يقول الوقاية يقول وعي سكان الغابات، ولا سيما من خلال وسائل الإعلام. تشمل الوقاية أيضًا إعداد منطقة الغابات، ولا سيما تطوير نقاط المياه، وصيانة خنادق الحريق، وفتح وإعادة تأهيل مسارات الغابات، وإنشاء مراكز المراقبة وصيانتها، أو حتى شراء مركبات التدخل الأول « ، كما يقول فؤاد عسلي.
للمراقبة والتنبيه، طورت ANEF نظام معلومات جديد يعتمد على الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة، من أجل رسم خريطة لمخاطر حرائق الغابات وبدء تنبيهات التدخل المناسبة.
وفيما يتعلق بالتدخل، فبمجرد الإبلاغ عن حريق هائل، يتبع ذلك استجابة فورية لتحديد مستوى الاستجابة الذي يتضمن ثلاث خطوات. الأولى هي تلك الخاصة بوحدات التدخل الأولى للوكالة الوطنية للمياه والغابات مصحوبة بعناصر حماية مدنية، وتتعلق الثانية، بتدخل طائرات إطفاء حريق من نوع كنداير (حالياً لدى المملكة ست طائرات كنديير) من القوات المسلحة الملكية، أما المستوى الثالث، فيقوم على أساس استخدام طائرات الدرك الملكي برفقة القوات المسلحة الملكية على مستوى الأرض.
ويستخدم المركز الوطني لإدارة المخاطر المناخية والبيئية طائرات بدون طيار لمكافحة حرائق الغابات ومراقبة مصادر الحرائق والتدخلات الأرضية المباشرة.
حرائق الغابات بالأرقام
إقرأ أيضا : حصيلة حرائق الغابات خلال 2022: 500 حريق أتى على أزيد من 22 ألف هكتار من المساحة الغابوية
حسب معلومات رسمية كشفتها الوكالة الوطنية للمياه والغابات، اندلع خلال سنة 2022 حوالي 500 حريق، تسبب في إتلاف حوالي 22 ألف و762 هكتار من المساحة الغابوية في المغرب، 37 بالمائة منها عبارة عن أعشاب ثانوية ونباتات موسمية.
وجاءت جهة طنجة تطوان الحسيمة في مقدمة المناطق المتضررة من الحريق بـ188 حريقا، أتت على 18 ألف و704 هكتار، تليها جهة فاس مكناس بـ99 حريقا اجتاحت 1775 هكتار.
وخلال الأشهر الأولى من هذه السنة، أحصت الوكالة منذ فاتح يناير وإلى حدود 10 يوليوز 2023، ما مجموعه 182 حريقا اجتاح 1251 هكتار. 881 هكتار منها بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة (68 حريق) أي بنسبة 70 بالمائة، تليها جهة سوس ماسة بمساحة محروقة تقدر بـ190هكتار، أي بنسبة تقدر بـ15 بالمائة من إجمالي المساحة التي التهمتها النيران على المستوى الوطني.