وفي هذا السياق، عبّر عدد من شيوخ القبائل الصحراوية وفعاليات المجتمع المدني، في تصريحات متفرقة لـLe360، عن ترحيبهم بمضمون الإحاطة، التي رأوا فيها تأكيداً جديداً على صدقية الطرح المغربي ونجاعته السياسية والدبلوماسية.
من بين هؤلاء، أكد سيدي عبدي الإدريسي نافع، شيخ تحديد الهوية عن قبيلة الرقيبات – لعيايشة، أن تصريحات دي ميستورا تمثل نتيجة طبيعية لمسار طويل من الاعترافات الدولية المتتالية بمبادرة الحكم الذاتي، لا سيما من قبل دول وازنة داخل مجلس الأمن كفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية. وأشار إلى أن هذه المواقف تُرجمت عملياً عبر زيارات رفيعة المستوى لمدينتي العيون والداخلة، كان أبرزها زيارة السفير الفرنسي كريستوف لوكورتييه، ووزيرة الثقافة رشيدة داتي، ورئيس مجلس الشيوخ الفرنسي جيرار لارشيه.
أما الناشطة المدنية فالة بوصولة، فقد اعتبرت أن ملف الصحراء طال أمده دون أن تفضي المبادرات السابقة إلى حل فعلي، مشيدة في الوقت ذاته بدي ميستورا الذي وصفته بـ »الأكثر جرأة وواقعية » مقارنة بسابقيه، مبرزة أنه استند في موقفه إلى تجارب حية وملموسة مع مختلف أطراف النزاع، ومقارنة ذلك بتجربة كندا في علاقتها بالمملكة المتحدة.
وفي قراءة تحليلية لمضمون الإحاطة، اعتبر الناشط الحقوقي عمر إخنيبيلة أن دي ميستورا وجه رسائل واضحة إلى باقي الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، مثل بريطانيا والصين وروسيا، لحثهم على الالتحاق بموقف كل من فرنسا والولايات المتحدة، والدفع نحو تبنّي مقاربة عملية وواقعية تخدم استقرار وأمن المنطقة.
من جهته، قال يحظيه خر، رئيس مؤسسة « روح الصحراء » بالعيون وأحد أعيان القبائل الصحراوية، إن اعتماد مبادرة الحكم الذاتي كأرضية للنقاش سيساهم بشكل فعّال في طيّ هذا الملف بشكل نهائي، وإنهاء معاناة آلاف الصحراويين المحتجزين في مخيمات تندوف.
ويُشار إلى أن دي ميستورا أكد في إحاطته أن الأشهر الثلاثة المقبلة ستكون حاسمة لتكريس التهدئة في المنطقة، مشدداً على أن محور النقاش سيتركز حول مبادرة الحكم الذاتي المغربية، التي باتت تُشكّل الإطار الوحيد القابل للتفاوض، وتحظى بدعم أكثر من 100 دولة عبر العالم.