من الولايات المتحدة الأمريكية إلى المملكة المتحدة: خبايا الدعوات لتصنيف البوليساريو كجماعة إرهابية

Brahim Ghali, chef du Polisario, le 13 janvier 2023.

إبراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية. AFP or licensors

في 20/04/2025 على الساعة 17:25

تزايدت الدعوات لتصنيف جبهة البوليساريو كمنظمة إرهابية من قبل شخصيات سياسية بارزة في الغرب. فبعد عضو الكونغرس الأمريكي جو ويلسون، انضم ليام فوكس، عضو مجلس العموم ووزير الدفاع البريطاني السابق، إلى قائمة تلك الشخصيات السياسية. وفي الوقت ذاته، تتوالى التحليلات والمعلومات الأخرى حول الطبيعة الإرهابية للجماعة الانفصالية ودورها كوكيل لإيران.

ارتفعت في الآونة الأصوات الغربية التي تدعو إلى تصنيف جبهة البوليساريو كمنظمة إرهابية تسيطر عليها الجزائر وإيران. وأحدث تلك الأصوات هو صوت النائب البريطاني ليام فوكس، عضو مجلس العموم، الغرفة السفلى من البرلمان البريطاني، والذي شغل منصب وزير عدة مرات ومرشح لقيادة حزب المحافظين، حزب المعارضة الرئيسي في بريطانيا، الذي سيعقد مؤتمره في شتنبر المقبل.

ودعا وزير الدولة السابق في الدفاع، يوم السبت، عبر حسابه الرسمي على إكس، الحكومات الغربية إلى اعتبار الجماعة الانفصالية «منظمة إرهابية». وكتب ليام فوكس: «مثل حماس وحزب الله، تعد جبهة البوليساريو وكيلا لإيران. بالنسبة لحلفائنا المغاربة، يجب على الحكومات الغربية التحرك بسرعة لاعتبار هذه الجماعة منظمة إرهابية».

واستند النائب البريطاني بشكل خاص على تحليلٍ أجراه مركز تفكير «مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات» (Foundation for defense of democracies)، ونشر يوم الخميس 17 أبريل. وورد فيه: «ينبغي على إدارة ترامب التحرك بسرعة لفتح القنصلية الأمريكية في الداخلة، مما يعزز التزام الولايات المتحدة بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية. وفي الوقت نفسه، ينبغي على الولايات المتحدة النظر في تصنيف جبهة البوليساريو كمنظمة إرهابية أجنبية. فبدعمٍ من التمويل والتدريب الإيرانيين، تستهدف البوليساريو المدنيين وقوات الأمن المغربية، وهي أفعال موجهة ضد حليف رئيسي للولايات المتحدة. كما أن ارتباطها بعلاقاتٍ وثيقة مع شبكات جهادية في جميع أنحاء إفريقيا، فذلك يهدد المصالح الأمريكية والاستقرار الإقليمي».

ويعد ليام فوكس أحد أبرز الأصوات في البرلمان البريطاني المدافعة عن الوحدة الترابية للمملكة. وهكذا، فيوم 9 أبريل الجاري، أشار إلى أن تأكيد الولايات المتحدة على اعترافها بسيادة المغرب على صحرائه «قرار حكيم يخدم التنمية والاستقرار» في المنطقة. ودعا أيضا المملكة المتحدة والدول الأوروبية الأخرى إلى السير على خطى الولايات المتحدة، مُرحّبا في هذا الصدد بالدور المحوري الذي يلعبه المغرب في قضايا التنمية والأمن والسلم في غرب إفريقيا.

وعلى الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، يواصل عضو الكونغرس جو ويلسون الدعوة إلى تصنيف الجبهة الانفصالية كمنظمة إرهابية. ففي 11 أبريل، أعلن أنه بدأ مساعيه من أجل إعداد قانون بهذا الخصوص.

وبالأمس فقط، أصر جو ويلسون في تدوينة على «إكس» على تصنيف البوليساريو كـ«مجموعة إرهابية أجنبية» من قبل الإدارة الأمريكية. ووعد بأن «ترامب سوف يهتم بالأمر».

وكان عضو الكونغرس الأمريكي يعلق على تحليل جديد يشير إلى الدور الذي تلعبه جبهة البوليساريو كوكيل لإيران. وهكذا، ألقت ورقة بحثية صادرة عن مركز التفكير «مؤسسة هدسون» (Hudson Institue) الضوء على هذه الحقيقة التي لا غبار عليها.

وجاء في الورقة البحثية، التي نشرت يوم الجمعة 18 أبريل: «تتجاوز أنشطة جبهة البوليساريو المعايير المعتادة لتصنيفها كمنظمة إرهابية. وتشمل تجاوزاتها انتهاك اتفاق 1991 لوقف إطلاق النار الذي تدعمه الأمم المتحدة في الصحراء، وتحويل المساعدات الإنسانية لتمويل بنيتها التحتية العسكرية، والتعاون مع منظمات إرهابية أجنبية مثل حزب الله وحزب العمال الكردستاني، وتلقي طائرات بدون طيار من الحرس الثوري الإيراني عبر عمليات نقل بتسهيل من النظام الجزائري، وتهريب الأسلحة إلى الجماعات الجهادية التي تهدد القوات الأمريكية في منطقة الساحل».

يشار إلى أن صحيفة واشنطن بوست كشفت مؤخرا عن مئات السجناء من جبهة البوليساريو الذين أرسلتهم إيران للقتال إلى جانب النظام السوري. ونشرت الصحيفة ذائعة الصيت في عددها الصادر يوم السبت 12 أبريل تقريرا مطولا عن الميليشيات الإرهابية التي قاتلت إلى جانب النظام السوري السابق. ومن بين هؤلاء المرتزقة مئات من مقاتلي البوليساريو. وكتبت الصحيفة الأمريكية نقلا عن السلطة السورية الجديدة وعن ديبلوماسيين غربيين قائلة: «على مر السنين، دعمت إيران مجموعة واسعة من الجماعات التابعة لها للدفاع عن مصالحها. فعلى سبيل المثال، دربت إيران مقاتلين من جبهة البوليساريو، وهي جماعة انفصالية مقرها الجزائر تقاتل من أجل «استقلال الصحراء الغربية عن المغرب». ويوجد المئات من هؤلاء المقاتلين حاليا في قبضة قوات الأمن السورية الجديدة». وتؤكد هذه المعلومات ما كان المغرب يؤكده دائما بشأن وجود علاقات بين إيران وحزب الله وجبهة البوليساريو عبر الجزائر. شيئا فشيئا، يتكشف الجانب الخفي للنظام الجار.


تحرير من طرف طارق قطاب
في 20/04/2025 على الساعة 17:25