ارتفعت في الآونة الأصوات الغربية التي تدعو إلى تصنيف جبهة البوليساريو كمنظمة إرهابية تسيطر عليها الجزائر وإيران. وأحدث تلك الأصوات هو صوت النائب البريطاني ليام فوكس، عضو مجلس العموم، الغرفة السفلى من البرلمان البريطاني، والذي شغل منصب وزير عدة مرات ومرشح لقيادة حزب المحافظين، حزب المعارضة الرئيسي في بريطانيا، الذي سيعقد مؤتمره في شتنبر المقبل.
ودعا وزير الدولة السابق في الدفاع، يوم السبت، عبر حسابه الرسمي على إكس، الحكومات الغربية إلى اعتبار الجماعة الانفصالية «منظمة إرهابية». وكتب ليام فوكس: «مثل حماس وحزب الله، تعد جبهة البوليساريو وكيلا لإيران. بالنسبة لحلفائنا المغاربة، يجب على الحكومات الغربية التحرك بسرعة لاعتبار هذه الجماعة منظمة إرهابية».
Like Hamas and Hezbollah, the Polisario Front is an Iranian proxy organisation. For the sake of our Moroccan allies, Western governments must move quickly to designate this group a terrorist organisation.
— Sir Liam Fox (@LiamFox) April 19, 2025
Read the Hudson Institute report outlining why:https://t.co/gFrHIFXc2u
واستند النائب البريطاني بشكل خاص على تحليلٍ أجراه مركز تفكير «مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات» (Foundation for defense of democracies)، ونشر يوم الخميس 17 أبريل. وورد فيه: «ينبغي على إدارة ترامب التحرك بسرعة لفتح القنصلية الأمريكية في الداخلة، مما يعزز التزام الولايات المتحدة بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية. وفي الوقت نفسه، ينبغي على الولايات المتحدة النظر في تصنيف جبهة البوليساريو كمنظمة إرهابية أجنبية. فبدعمٍ من التمويل والتدريب الإيرانيين، تستهدف البوليساريو المدنيين وقوات الأمن المغربية، وهي أفعال موجهة ضد حليف رئيسي للولايات المتحدة. كما أن ارتباطها بعلاقاتٍ وثيقة مع شبكات جهادية في جميع أنحاء إفريقيا، فذلك يهدد المصالح الأمريكية والاستقرار الإقليمي».
ويعد ليام فوكس أحد أبرز الأصوات في البرلمان البريطاني المدافعة عن الوحدة الترابية للمملكة. وهكذا، فيوم 9 أبريل الجاري، أشار إلى أن تأكيد الولايات المتحدة على اعترافها بسيادة المغرب على صحرائه «قرار حكيم يخدم التنمية والاستقرار» في المنطقة. ودعا أيضا المملكة المتحدة والدول الأوروبية الأخرى إلى السير على خطى الولايات المتحدة، مُرحّبا في هذا الصدد بالدور المحوري الذي يلعبه المغرب في قضايا التنمية والأمن والسلم في غرب إفريقيا.
وعلى الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، يواصل عضو الكونغرس جو ويلسون الدعوة إلى تصنيف الجبهة الانفصالية كمنظمة إرهابية. ففي 11 أبريل، أعلن أنه بدأ مساعيه من أجل إعداد قانون بهذا الخصوص.
I agree with @SecRubio genuine autonomy under Moroccan sovereignty is the only feasible solution for the Sahara.
— Joe Wilson (@RepJoeWilson) April 11, 2025
I will introduce legislation to designate the Polisario as terrorists.
Iran & Putin gaining a foothold in Africa via Polisario. Connect the dots: axis of aggression. https://t.co/pTEGfIlc8d
وبالأمس فقط، أصر جو ويلسون في تدوينة على «إكس» على تصنيف البوليساريو كـ«مجموعة إرهابية أجنبية» من قبل الإدارة الأمريكية. ووعد بأن «ترامب سوف يهتم بالأمر».
Grateful for this incisive analysis from @HudsonInstitute @zriboua. Polisario must be designated a Foreign Terrorist Organization! Trump will fix it https://t.co/rvl95YCiYn
— Joe Wilson (@RepJoeWilson) April 19, 2025
وكان عضو الكونغرس الأمريكي يعلق على تحليل جديد يشير إلى الدور الذي تلعبه جبهة البوليساريو كوكيل لإيران. وهكذا، ألقت ورقة بحثية صادرة عن مركز التفكير «مؤسسة هدسون» (Hudson Institue) الضوء على هذه الحقيقة التي لا غبار عليها.
وجاء في الورقة البحثية، التي نشرت يوم الجمعة 18 أبريل: «تتجاوز أنشطة جبهة البوليساريو المعايير المعتادة لتصنيفها كمنظمة إرهابية. وتشمل تجاوزاتها انتهاك اتفاق 1991 لوقف إطلاق النار الذي تدعمه الأمم المتحدة في الصحراء، وتحويل المساعدات الإنسانية لتمويل بنيتها التحتية العسكرية، والتعاون مع منظمات إرهابية أجنبية مثل حزب الله وحزب العمال الكردستاني، وتلقي طائرات بدون طيار من الحرس الثوري الإيراني عبر عمليات نقل بتسهيل من النظام الجزائري، وتهريب الأسلحة إلى الجماعات الجهادية التي تهدد القوات الأمريكية في منطقة الساحل».
يشار إلى أن صحيفة واشنطن بوست كشفت مؤخرا عن مئات السجناء من جبهة البوليساريو الذين أرسلتهم إيران للقتال إلى جانب النظام السوري. ونشرت الصحيفة ذائعة الصيت في عددها الصادر يوم السبت 12 أبريل تقريرا مطولا عن الميليشيات الإرهابية التي قاتلت إلى جانب النظام السوري السابق. ومن بين هؤلاء المرتزقة مئات من مقاتلي البوليساريو. وكتبت الصحيفة الأمريكية نقلا عن السلطة السورية الجديدة وعن ديبلوماسيين غربيين قائلة: «على مر السنين، دعمت إيران مجموعة واسعة من الجماعات التابعة لها للدفاع عن مصالحها. فعلى سبيل المثال، دربت إيران مقاتلين من جبهة البوليساريو، وهي جماعة انفصالية مقرها الجزائر تقاتل من أجل «استقلال الصحراء الغربية عن المغرب». ويوجد المئات من هؤلاء المقاتلين حاليا في قبضة قوات الأمن السورية الجديدة». وتؤكد هذه المعلومات ما كان المغرب يؤكده دائما بشأن وجود علاقات بين إيران وحزب الله وجبهة البوليساريو عبر الجزائر. شيئا فشيئا، يتكشف الجانب الخفي للنظام الجار.