عقد بقيمة 825 مليون دولار: المغرب يعزز دفاعه الجوي بشراء 600 صاروخ أمريكي من طراز «ستينغر»

Les missiles FIM-92K Stinger Block I à l'essai.

صواريخ أمريكية من نوع FIM-92K Stinger Block I قيد الاختبار

في 17/04/2025 على الساعة 09:53

أعلنت وكالة التعاون الأمني والدفاعي الأمريكية (DSCA) عن اقتناء المغرب لـ600 صاروخ من نوع FIM-92K Stinger Block I ومعدات مرتبطة، بقيمة تُقدّر بـ825 مليون دولار، وذلك بهدف « تعزيز أمن حليف رئيسي من خارج حلف الناتو، والذي لا يزال يشكّل قوة مهمة للاستقرار السياسي والتقدم الاقتصادي في شمال إفريقيا ».

وقد تم الإعلان عن الصفقة يوم الثلاثاء 15 أبريل من طرف الوكالة الأمريكية، بعد أن منحت وزارة الخارجية الأمريكية الضوء الأخضر لها.

ووفقا لما ورد، فإن المغرب يستعد لاقتناء ترسانة تضم 600 صاروخ من هذا الطراز من الولايات المتحدة، في صفقة ضخمة تم إخطار الكونغرس الأمريكي بها للحصول على الموافقة النهائية.

وتتضمن الصفقة أيضا خدمات دعم فني ولوجستي وهندسي مقدمة من الحكومة الأمريكية ومتعهدين أمريكيين هما شركة RTX Corporation الكائنة في توسان بولاية أريزونا، وشركة لوكهيد مارتن الموجودة في سيراكيوز بولاية نيويورك.

وترى وكالة التعاون الأمني والدفاعي الأمريكية أن «هذه الصفقة ستدعم السياسة الخارجية والأمن القومي للولايات المتحدة من خلال المساهمة في تعزيز أمن حليف رئيسي من خارج الناتو، وهو ما يشكل دعامة مهمة للاستقرار السياسي والتقدم الاقتصادي في شمال إفريقيا».

وتضيف الوكالة أن الهدف من هذه الصفقة هو تحسين قدرة المغرب على مواجهة التهديدات الحالية والمستقبلية.

وجاء في البيان: « يخطط المغرب لاستخدام هذه المعدات والخدمات الدفاعية لتحديث قواته المسلحة وتوسيع خياراته القائمة في مجال الدفاع الجوي قصير المدى. وسيساهم ذلك في تحقيق أهداف الجيش المغربي المتعلقة برفع القدرات وتعزيز قابلية التشغيل البيني مع الولايات المتحدة وحلفاء آخرين ».

كما أكدت الوكالة أن المغرب «لن يواجه أية صعوبة في دمج هذا النظام ضمن قواته المسلحة».

يُعتبر FIM-92K Stinger Block I صاروخا محمولا موجها بالأشعة تحت الحمراء من الجيل الأخير، يُستخدم في التصدي للتهديدات الجوية قصيرة المدى، مثل المروحيات والطائرات دون طيار والطائرات ذات التحليق المنخفض.

ويتميز الصاروخ بتكنولوجيا متطورة في التوجيه ومرونة عالية في الحركة، ما يجعله وسيلة فعالة وسريعة للدفاع الجوي للقوات البرية.

ويُعد هذا الطراز عنصرا استراتيجيا يُستخدم من قِبل عدد كبير من الجيوش في العالم لتعزيز السيادة وحماية الأجواء الحساسة.

ويأتي الإعلان عن هذه الصفقة في سياق تأكيد الإدارة الأمريكية الجديدة دعمها للمغرب، خصوصا في ما يتعلق بملف الوحدة الترابية والسيادة على الصحراء الغربية. ففي يوم الثلاثاء 8 أبريل 2025، استقبل وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو نظيره المغربي ناصر بوريطة في واشنطن، وأكد في بيان رسمي أن « الولايات المتحدة تعترف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية » وتدعم مقترح الحكم الذاتي المغربي، واصفا إياه بأنه « جدي وذي مصداقية وواقعي »، ويُعتبر « الأساس الوحيد لحل عادل ودائم للنزاع ». وأشارت الدبلوماسية الأمريكية إلى أن الولايات المتحدة ستدعم كل تقدم يُحرز نحو هذا الهدف.

وتأتي هذه الصفقة أيضا في ظل اهتمام متزايد من قبل عدد من النواب والشيوخ ومراكز التفكير والإعلام المؤثر في الولايات المتحدة بقضية الصحراء، حيث سلطوا الضوء على الدور المزعزع للاستقرار الذي تلعبه الجزائر في المنطقة، وعلى الطابع الإرهابي لجبهة البوليساريو وصلاتها بإيران، مشددين على وجاهة خيار الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية كحلّ يضمن ليس فقط الاستقرار الإقليمي، بل أيضا التنمية والازدهار.

تحرير من طرف حفيظ الصادق
في 17/04/2025 على الساعة 09:53