مقال رأي من تحرير طارق قطاب

استقلال القبائل: عندما تكتشف الجزائر أن مبدأ تقرير المصير لا يمكن تصديره دون عواقب
بعد أقل من 24 ساعة من إعلان استقلال جمهورية القبائل الفيدرالية، اضطرت الدبلوماسية الجزائرية إلى نشر «توضيح» دستوري متسرع ومعبر في ذات الآن. فتحت غطاء القانون الدولي والتضامن مع الشعوب، قدم النظام في الجزائر اعترافا مبطنا. في الجزائر، يعد حق تقرير المصير مبدأً متقلبا، محصورا في قضايا خارجية، ويرتبط دائما من خلال الهوس المرضي اتجاه المغرب الذي بات البوصلة السياسية، بل والدستورية للجزائر.
إعلان استقلال القبائل: أكسل بلعباسي يشرح تفاصيل الاستعدادات لهذا الحدث التاريخي
قبل أيام قليلة من إعلان استقلال القبائل، المقرر يوم 14 دجنبر، أكد أكسل بلعباسي، نائب رئيس حركة تقرير مصير القبائل (المعروفة اختصارا بـ«الماك»)، أن هذه الخطوة «لا رجعة فيها»، مشيرا إلى أن 14 دجنبر «سيفتح فصلا جديدا في تاريخ شعب القبائل».
ماذا يحاول تبون إخفاءه برفضه الإفراج عن رفيق خليفة رغم أنه أنهى مدة عقوبته؟
بينما يُفترض أن عبد المومن رفيق خليفة، الواجهة في أكبر فضيحة مالية في تاريخ الجزائر، قد أنهى عقوبته منذ أكتوبر 2025، فإن استمرار احتجازه يثير أكثر من سؤال. خلف هذا الإبقاء على السجن، تبرز رغبة السلطة في منع عودة ملف شديد الانفجار، قد تكشف بعض جوانبه حساسية بالغة تمس حتى الرئيس الحالي عبد المجيد تبون، الذي سبق أن وُجهت له اتهامات قبل أن يستفيد من امتيازات النظام ويصعد إلى قمة الدولة. هنا قراءة تحليلية.
الصحراء: الجزائر تستغل آليتين إفريقيتين للدفاع عن «قضيتها»... وتتلقى هزيمة مزدوجة على أرضها
بعد استضافتها على التوالي لـ«المؤتمر الدولي حول جرائم الاستعمار»، وهي مبادرة من الاتحاد الإفريقي أفضت إلى «إعلان الجزائر»، ثم «النسخة الـ12 من الندوة رفيعة المستوى حول السلم والأمن في إفريقيا»، بذلت الجزائر قصارى جهدها لفرض قضية الصحراء في جدول أعمال الاتحاد الإفريقي. لكن العملية انتهت بنكسة مزدوجة: لم يُدرج أي ذكر للصحراء في إعلان الجزائر، واختُتمت الندوة دون أدنى بيان ختامي، بعد أن عارضت عدة دول في القارة بشكل صريح محاولة النظام فرض أمر واقع جديد. وفيما يلي سرد للأحداث.
الجزائر تستغل مؤتمرا إفريقيا لإحياء سرديتها المشروخة بشأن الصحراء
بعد صدمة قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2797، الذي كرس أولوية مخطط الحكم الذاتي المغربي، وفقدان أي نفوذ داخل الاتحاد الإفريقي، قام النظام الجزائري بمناورة جديدة من خلال استغلال مؤتمر حول تجريم الاستعمار لإحياء قضية الصحراء بشكل مصطنع. يعكس هذا الهروب إلى الأمام العزلة الدبلوماسية التي تعيشها دولة مارقة تستغل القضايا المقدسة لقارة بأكملها لخدمة أجندتها الخاصة.
قرار مجلس الأمن رقم 2797 بشأن الصحراء: كيف عطلت الجزائر نشره لتشويه ترجمة النص النهائي؟
كشف قرار مجلس الأمن رقم 2797، الذي اعتمد في 31 أكتوبر 2025، ما هو أكثر بكثير من مجرد نقطة تحول حاسمة في ملف الصحراء. لقد فضح مناورة فريدة من نوعها قامت بها الجزائر، التي حاولت تغيير النسخة العربية من القرار لحصر أطراف النزاع في طرفين فقط، وهما المغرب وجبهة «بوليساريو»، بل وعملت على تأخير نشره.
تطبيع الجزائر مع إسرائيل: سفير الجزائر في واشنطن يؤكد أن «كل شيء ممكن»
على مدى سنوات طويلة، قدّمت الجزائر نفسها باعتبارها حصنا لا يتزعزع في الدفاع عن القضية الفلسطينية. لكنها اليوم تقوم بانعطافة لافتة. صبري بوقدوم، سفيرها في واشنطن، يكثر من رسائل المجاملة تجاه الولايات المتحدة، ويترك الانطباع بأن التطبيع مع إسرائيل لم يعد من المحظورات. بين التصويت الموالي لواشنطن داخل مجلس الأمن، والتقارب مع شبكات ترامب، والتنصل من الخطاب الإيديولوجي التقليدي، يبدو أن نظام الجزائر مستعد للتخلي عن ما يسميه مبادئ ثابتة بهدف كسر عزلته ومحاولة مجاراة المغرب.
الصحراء: دبلوماسية الجزائر تعرض «الوساطة».. أو آخر خدعة من نظام تبون وشركائه
بوضع نفسها في موقع الوسيط في نزاع الصحراء، تحاول الدبلوماسية الجزائرية القيام بخدعة غير مسبوقة: الإيهام بأن الجزائر ليست طرفا فاعلا في نزاع غذته على مدى نصف قرن. فمع صدور القرار 2797 للأمم المتحدة الذي يكرس مخطط الحكم الذاتي المغربي، حاول وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، يوم الثلاثاء 18 نونبر، تجميل الفشل الهائل للجزائر برداء المصلح. ولكن خلف الخطاب، هناك نظام يتخبط. إليكم التحليل.
مخطط الحكم الذاتي.. المغرب يسرّع الخطى ويفرض إيقاعه
بدفع من الخطاب الملكي ليوم 31 أكتوبر 2025 والقرار رقم 2797 لمجلس الأمن، ينخرط المغرب في مرحلة جديدة من تنفيذ مبادرته للحكم الذاتي. وفيما يقوم المملكة بهيكلة عرضها وتعبئة مؤسساتها وأحزابها السياسية، تتخبط الجزائر و«البوليساريو» في التردد والمواقف الدفاعية، مما يكشف عن تحول عميق في ميزان القوى.
الصحراء وسبتة ومليلية: «الحزب الشعبي» الإسباني في حرب ضد الواقع
في سياق تزداد فيه السيادة المغربية على الصحراء رسوخاً، يُضاعف «الحزب الشعبي» الإسباني من استفزازاته، مُزاوجا بين المناورات البرلمانية، والاستغلال الإنساني، وإثارة النعرات السيادية حول سبتة ومليلية، والهجمات الاقتصادية المُوجهة. هذه الاستراتيجية ليست مشروعا دبلوماسيا على الإطلاق، بل تنبع من رد فعل استعماري مُصاب، وحسابات انتخابية داخلية، وعجز عن قبول حقيقة أن توازُن القوى التاريخي قد انقلب. إن «الحزب الشعبي» لا يدافع عن إسبانيا، بل يُمعن في معاندة واقع تجاوزَه بالفعل. هذا تحليل للوضع.