تبون يدّعي «إجباره» إسبانيا على التنازل في قضية الصحراء

Le président algérien Abdelmadjid Tebboune.

الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون. AFP or licensors

في 27/04/2025 على الساعة 12:52

تشكل الصحة النفسية لعبد المجيد تبون مصدر قلق بالغ. فقد أظهر يوم الجمعة، مرة أخرى، أدلة على أن النظام الجزائري يشتغل في عالم آخر. وأكد علناً بأن مدريد اضطرت، بسبب خسارة 7 مليارات دولار سنويا من الصادرات نحو الجزائر، إلى التراجع عن دعمها لمغربية الصحراء.

«إسبانيا ارتكبت خطأ واليوم قامت بتصحيحه». بهذه العبارة كذب الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون مرة أخرى على مواطنيه، من خلال تحريف حقيقة الموقف الإسباني من قضية الصحراء المغربية. كان ذلك يوم الجمعة الماضي 25 أبريل في بشار خلال لقاء مع «ممثلي المجتمع المدني». في وقت أكدت فيه مدريد، يوم 17 أبريل، على لسان وزير خارجيتها خوسي مانويل ألباريز، دعمها القوي للحكم الذاتي كأساس وحيد لحل نزاع الصحراء، أعلن تبون عكس ذلك تماما.

ورغم محاولاته إخفاء انتكاساته الدبلوماسية المتعددة في هذه القضية، التي لا يزال المغرب يحقق فيها دعما كبيرا، لجأ الرئيس الجزائري إلى إنكار الحقيقة، وهو أمر معتاد في الجزائر، وإلى الأكاذيب الوقحة. لكن هذا المستوى من الثقة في الكذب يثير تساؤلات خطِرة حول الصحة العقلية للرئيس الجزائري.

والأسوأ من ذلك أن الرئيس الجزائري تفاخر كما لو كان في مقهى شعبي، مدعيا أن الجزائر أجبرت مدريد على التراجع. وأضاف أن إسبانيا «بعد أن تكبدت خسائر تقدر بـ7 مليارات دولار سنويا» إثر قطع العلاقات التجارية التي قررها النظام الجزائري، «اضطرت إلى تغيير موقفها تحت ضغط الجزائر».

خلال 19 شهرا من الأزمة بين إسبانيا والجزائر، التي دامت من عام 2022 إلى عام 2024، أصدر النظام الجزائري تعليمات لوسائل إعلامه بإقناع الرأي العام الجزائري بأن إسبانيا مختنقة اقتصاديا بسبب العقوبات التي فرضتها الجزائر. وكانت هذه الأخيرة قد استدعت سفيرها في مدريد، في أعقاب اعتراف إسبانيا الرسمي بمغربية الصحراء في أبريل 2022. كما علقت الجزائر اتفاقية حسن الجوار الثنائية وقطعت علاقاتها التجارية مع إسبانيا، باستثناء إمدادات الغاز.

ومن الواضح أن هذه الإجراءات الانفعالية انقلبت ضد نسيج المقاولات الجزائرية، في بلد لا ينتج سوى المحروقات، ويعيش على استيراد كل احتياجاته الأساسية.

وللخروج من هذا الاختناق الاقتصادي الذي وقع فيه، والذي ضرب بشدة المصالح الاقتصادية لعصابة الجنرالات، اغتنم النظام الجزائري أول فرصة لإعادة كل العلاقات التجارية القديمة مع إسبانيا بسرعة، حتى وإن كان ذلك سرا في البداية.

واستغل بذلك فرصة التصريح الدبلوماسي الذي أدلى به بيدرو سانشيز، رئيس الحكومة الإسبانية، لإحداث تغيير لصالح الجزائر في قضية الصحراء.

لكن بيدرو سانشيز، خلال حضوره الجمعية العامة السنوية للأمم المتحدة في شتنبر الماضي، أكد دعمه لهذه الأخيرة في جهودها الرامية إلى إيجاد حل سياسي للنزاع حول قضية الصحراء.

تبون الذي حضر هذه الدورة للجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي أطلق خلالها «كذبته العالمية» التي تقول إن بلاده ستقوم بتحلية 1.3 مليار متر مكعب من مياه البحر يوميا، أعلن عن إعادة العلاقات مع إسبانيا، وأعطى تصريحات سانشيز الدبلوماسية تفسيرا خاطئا.

وبالإضافة إلى لفت الانتباه إلى الصحة العقلية للرئيس الجزائري، فإن تصريحاته غير الدبلوماسية قد تؤدي إلى إثارة أزمة مع إسبانيا إلا إذا كان ينظر المسؤولون الإسبان إلى الجزائر على حقيقتها: دولة تحكمها عصابة من المجانين.

تحرير من طرف محمد ولد البواه
في 27/04/2025 على الساعة 12:52