تأتي قيمة هذا الكتاب في كونه يُعيد الاعتبار لموضوع اللغة العربية وراهنها وأهميتها في زمن تختفي فيها اللغات الوطنية وتحُلّ مكانها لغات أخرى مستوردة. غير أنّ الباحثة سناء عزوزي لا تتعامل مع اللغة انطلاقاً من آدابها ومتخيلها، وإنّما من جانب قدرتها على التواصل والتأثير من أجل خلق منظومة تربوية قادرة بلغتها الوطنية التفكير في مجمل القضايا التعليمية والإشكالات التربوية التي تعيق تطوّر هذه اللغة، سواء داخل المجال التعليمي أو داخل الفضاء العام ككل. لذلك فإنّ اختيار تأليف كتاب في هذا الوقت حول العربية سيُساهم لا محالة في إعادة الاعتبار لهذه اللغة وإبراز ما تنضح به من جماليات وقدرة على التواصل وتكثيف القول حول العديد من القضايا التي تتصل بهذه اللغة.
تقول الباحثة « يأتي هذا الكتاب ليعالج قضية أساسية في الساحة العلمية والتربوية وهي ضعف القدرة التواصلية لدى متعلمي اللغة العربية في مختلف المستويات التعليمية. وينطلق من نتائج النظريات والدراسات العلمية التي حققتها اللسانيات التطبيقية ويستند كذلك إلى إطارين مرجعيين عالميين معتمدين في أغلب دول العالم، هما الإطار الأمريكي لتعليم اللغات الأجنبية والإطار الأوروبي المرجعي المشترك للغات.
من ثم، يقترح الكتاب « معالم إطار مغربي موحد ويحدد مستوياته ويوضح أهم معالمه التي يمكن تبنيها في مختلف المستويات التعليمية في المغرب، مما سيوحد الجهود المبذولة في هذا المجال وسيتغلب على كثير من المشاكل التربوية، منها ضعف القدرة التواصلية في اللغة العربية التي ترجع بالأساس إلى غياب هذا الإطار اللساني والتربوي الموحّد ».
مرحبا بكم في فضاء التعليق
نريد مساحة للنقاش والتبادل والحوار. من أجل تحسين جودة التبادلات بموجب مقالاتنا، بالإضافة إلى تجربة مساهمتك، ندعوك لمراجعة قواعد الاستخدام الخاصة بنا.
اقرأ ميثاقنا