مباشرة بعد إدانتها.. «المؤثرة» الجزائرية صوفيا بن لمان تتحدى القضاء الفرنسي وتواصل بث الكراهية ومعاداة السامية

خلال وصول الفرنسية الجزائرية صوفيا بن لمان إلى محكمة في ليون، جنوب شرق فرنسا، في 18 مارس 2025. AFP or licensors

في 16/04/2025 على الساعة 12:20

فيديولم تكد محكمة ليون الفرنسية تنطق بالحكم القاضي بإدانة «المؤثرة» الجزائرية صوفيا بن لمان بالسجن تسعة أشهر موقوفة التنفيذ، حتى أثبتت هذه الأخيرة أن العقوبة لم تردعها، وأنها ما تزال مصرة على نهجها العدواني والاستفزازي. فبدلا من التراجع عن مواقفها أو إظهار أي نوع من الندم، انفجرت بن لمان في نوبة من الغضب داخل قاعة المحكمة مساء الثلاثاء مطلقة وابلا من الشتائم ضد الفرنسيين واليهود، في تصرف أثار صدمة الحاضرين وتنديدا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي.

أدانت المحكمة الجنائية في ليون، مساء الثلاثاء 15 أبريل 2025، المؤثرة الفرنسية الجزائرية صوفيا بن لمان (54 سنة) بالسجن تسعة أشهر مع وقف التنفيذ، بتهمة توجيه تهديدات بالقتل لمعارضين للنظام الجزائري على مواقع التواصل الاجتماعي.

ورغم أنها دافعت أمام المحكمة مدعية أنها لم تكن تعي ما تقول، إلا أن عميلة النظام الجزائري، المعروفة بانفعالاتها غير المحسوبة العواقب، لم ترتدع بما جرته عليها سلاطة لسانها، بل تمادت في سلوكها الطائش حتى قبل أن يجف المداد الذي كتب به حكم إدانتها.. وشرعت في سب الفرنسيين واليهود مطلقة كعادتها الكلام على عواهنه.

وبث ناشطون فرنسيون مقاطع مصورة تُظهر بن لمان، التي تعمدت ارتداء قميص بلون العلم الجزائري ووشاحا يرمز إلى «القضية الفلسطينية»، وهي تصيح بصوت مرتفع: «إن الذين يدافعون عن اليهود يفعلون ذلك من أجل المال فقط»، في مشهد وُصف بأنه « مُخز ومشحون بالكراهية »، ودعا العديد من الفرنسيين إلى تجريدها من جنسيتها الفرنسية وترحيلها إلى الجزائر.

أوقفوا سموم هذه «المؤثرة»!

وقضت المحكمة الجنائية في ليون كذلك على صوفيا بن لمان بتمضية 200 ساعة من الخدمة المجتمعية، كما أمرت بمنعها من استخدام تيك توك وفيسبوك لمدة ستة أشهر، في محاولة للحد من تأثير خطاباتها المحرضة عبر الإنترنت. وهو حكم أثار إشادة الكثير من المعلقين الذين اعتبروه «منصفا» لكونه حسبهم سيحمي الفضاء الرقمي، ولو لوقت وجيز، خصوصا أن هاته المؤثرة المزعومة التي يتابعها أكثر من 350 ألف شخص على منصات التواصل، اعتادت بث رسائل تحريضية واستفزازية لا تستثني أحداً، من معارضي النظام الجزائري إلى الأقليات الدينية، مرورا بالمجتمعات الإفريقية والمغربية.

كما أشاد كثيرون أيضا بالحكم القاضي بإجبارها على «الخدمة المجتمعية»، معتبرين أن المجتمع الفرنسي لا يستفيد منها شيئا، إذ لا شغل لها غير تلقي المساعدات وبث الكراهية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقد سبق أن طالب الادعاء العام خلال جلسة 18 مارس الماضي بسجنها لمدة سنة مع وقف التنفيذ، منددا بما وصفه بـ »تصريحات خطرة فعلاً مشحونة بالكراهية، لا مكان لها في دولة ديمقراطية ». وكان من بين الأدلة التي استند إليها الادعاء تسجيلات مصورة لبن لمان تُهدد فيها صراحة امرأة أخرى وتتمنى لها الموت.

وعلى الرغم من محاولات محاميها التخفيف من وقع تصريحاتها، معتبرا إياها مجرد « دردشات صبيانية » لا تعكس نية حقيقية، إلا أن تصرفاتها بعد النطق بالحكم أطاحت بكل حجج الدفاع وأكدت إصرارها على المضي في تحديها للقانون الفرنسي، وعلى رأسه مبادئ العيش المشترك ومحاربة الكراهية.

رياضية.. لكن بلا أخلاق

كانت صوفيا لاعبة كرة قدم سابقة وغالبا ما شوهدت في مباريات كرة القدم، الفعاليات الرياضية، والتظاهرات المتعلقة بالجزائر.

وليست غريبة عن أروقة المحاكم، فقد أُدينت في عام 2001 بالسجن سبعة أشهر مع وقف التنفيذ ومنعت من دخول الملاعب لمدة ثلاث سنوات بعد اقتحامها أرضية ملعب فرنسا خلال مباراة ودية بين فرنسا والجزائر.

بعد فشلها في إنجاح مسارها الرياضي، اقتحمت مواقع التواصل الاجتماعي حيث عرفت بآرائها الحادة وتصريحاتها المستفزة، مما جعلها محط اهتمام المتابعين.

وعُرفت صوفيا بتخصصها في مهاجمة المغرب ورموزه الوطنية، حيث تُتهم بتلقي توجيهات مباشرة من النظام الجزائري لتكريس خطاب عدائي ضد المملكة. بيد أن لسانها السليط كثيرا ما ورطها في مواقف محرجة، كان أبرزها حادثة طردها من كوت ديفوار خلال يناير 2024، بعد أن أدلت بخطاب عنصري ضد البلد المضيف لمباريات كأس إفريقيا للأمم، ما أثار موجة غضب واستياء واسع تجاهها، وأدى إلى تدهور صورتها أمام الرأي العام الدولي.

وعلى الرغم من محاولاتها تقديم نفسها كصوت يعبر عن تطلعات الشباب الجزائري، إلا أن خطاباتها كثيرا ما اتسمت بالتحريض والاستفزاز، حيث كانت تطلق النار في كل الاتجاهات، بمن في ذلك رموز النظام العسكري الحاكم في الجزائر. ففي مقطع فيديو عام 2020، انتقدت الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بشدة، غير أن خطابها تغير بشكل مفاجئ، وأصبحت الآن تدعم النظام العسكري في الجزائر علنا بل وتتولى الدفاع عنه باستماتة مفضوحة، بل وتحولت إلى إحدى أبرز أبواقه على منصات التواصل، متهمة المغرب باستمرار بالتآمر، وهو ما جعل العديد من المتابعين يعتبرونها « صوتاً مأجوراً » ينفذ أجندات معينة بتعليمات مباشرة.

وبين سجلها العدلي الثقيل وسلوكها المتطرف المستمر، يتساءل كثيرون في فرنسا: إلى متى ستظل صوفيا بن لمان تُعكر صفو الحياة العامة بلا عقاب رادع؟ وهل يكفي منعها مؤقتاً من استخدام مواقع التواصل، أم أن الوقت قد حان لسحب جنسيتها الفرنسية وإنهاء هذه المهزلة المستمرة باسم حرية التعبير؟

تحرير من طرف ميلود الشلح
في 16/04/2025 على الساعة 12:20