بمناسبة وصوله عمله القصصي إلى القائمة الطويلة من جائزة الملتقى الكويتية، كان لـ le360 هذا الحوار معه. خاصّة وأنّ الرافعي قد سبق له الوصول إلى قائمتها القصيرة عام 2016. ويعتبر الرافعي أنّ هذه الجوائز، هدفها هو تسليط الضوء على التجارب الأدبيّة، فهو لا يطمع في حظوةٍ مادية أو سفر أو لقاءاتٍ ثقافية خارج المغرب، فالأهم بالنسبة له هو مدى تأثير مشروعه القصصي في وجدان الآخر والتفاعل معه ومعاينة حجم هذا التأثير على تجارب قصصية أخرى من المنطقة العربية.
لهذا يأخذ مفهوم التجريب القصصي صبغة دائمة وبحثاً مُذهلاً عن اللامفكّر فيه داخل جنس القصة. فلا غرابة أنْ تُطالعنا مؤلفاته القصصية عبارة عن صور فوتوغرافية ولوحات تشكيليّة لا يُجمّل بها صاحب "سيرك الحيوانات المتوهمة" نصوصه القصصية، بل يُقيم من خلالها طباقاً بصرياً من أجل استكناه حدود اللغة التعبيرية بين الكلمة والصورة. وإذا كانت هذه الصورة الفنّية قد غدت بمثابة همّ وجوديّ في سيرة الرافعي، فإنّه يُظهر مدى ثقافته واهتمامه بالمجال الفنّي الذي يغدو برزخاً قائماً بين التخييل القصصي ونظيره البصريّ.
يعترف الرافعي أنّ طموحه في الكتابة منذ طفولته، كان يرتكز بشكل أساس على أنْ يصبح قاصا إلى جانب كتاب القصة العرب، لكنّه لم يكُن يعرف أنه سيغدو صديقاً لهم وواحداً منهم، بعدما أصبحت الثقافة المغربيّة تُصنّفه ضمن هؤلاء الكبار المخلصون لفنّ السرد القصصي داخل البلاد العربيّة.
تتميّز كتاباته، في كونها تُحطّم الجاهز القصصي الذي لا يُعوّل عليه، وذلك باجتراح أفق مغاير للكتابة، عبر توسّله مجموعة من الفنون البصريّة. وهذا الأمر مستبعد داخل كتابة قصصية مغربيّة يطغى عليها الاجترار والامتثال لتعاليم كتاب القصة. لكن عند صاحب "أرخبيل الفزع" تتحرّر الكتابة القصصية من جمودها لتصبح كتابة متحررة من الشكل تُراهن على الغوص في عوالم سوريالية وتحفر مجراها عميقاً في الذاكرة جماعية متخيّلة.
تصوير وتوضيب: عبد الرحيم الطاهيري