في محيط ثانوية مولاي إدريس التأهيلية، بدت علامات القلق على عدد من أولياء الأمور الذين حرصوا على مرافقة أبنائهم إلى غاية أبواب المؤسسة. تقول فاطمة، والدة تلميذة من مسلك العلوم: «الضغط النفسي كبير خاصة في أول يوم، لكننا لمسنا حسن الاستقبال والانضباط، وهذا بعث فينا الطمأنينة».
من جهته، قال نجيب، والد تلميذ في شعبة العلوم، إن التوتر لا يقتصر على التلاميذ فحسب، بل يطال أيضا الأسر التي تتقاسم مع أبنائها هذا الامتحان المصيري، مضيفا: «من استعد جيدا، لن يجد صعوبة في الأسئلة. أتمنى التوفيق للجميع في هذا المنعطف الحاسم من مسارهم الدراسي».
أما التلاميذ، فقد تفاوتت ارتساماتهم في تصريحات متفرقة لموقع Le360، بين ارتياح وتحفظ، لكنها اتفقت عمومًا على أن أجواء اليوم الأول كانت مستقرة. التلميذ محمد، من شعبة العلوم الفيزيائية، أوضح أن «الأسئلة كانت في المتناول، لكنها تتطلب تركيزا كبيرا وتنظيمًا في تدبير الوقت». فيما اعتبرت تلميذة من شعبة الآداب، أن «موضوع الامتحان جاء واضحا، والمراقبة داخل القاعة محترفة بدون تشنج، وهذا سمح لنا بالتركيز منذ البداية».
وفي السياق ذاته، أكد مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة فاس مكناس، فؤاد الرواضي، في تصريحه لـLe360، أن الاستعدادات لهذه الدورة تمت في ظروف جيدة، من خلال تسخير كافة الوسائل البشرية و اللوجستيكية الضرورية لضمان إجراء الامتحانات في أحسن الظروف، مشيرا أن عدد المترشحين على مستوى الجهة بلغ 69.626 مترشحًا ومترشحة، من بينهم 66.641 مترشحًا حرًا، موزعين على 254 مركزًا.
كما أشار المسؤول التربوي إلى أن الأكاديمية عززت هذا الموسم إجراءاتها لمحاربة الغش، خاصة في شقه الإلكتروني، من خلال تقوية آليات المراقبة وتحصين مراكز الامتحان أمنيًا وتربويًا.
ولفت إلى أن من بين المستجدات المعتمدة هذه السنة، رقمنة شهادة الباكالوريا، وهي خطوة تروم تعزيز مصداقية الشهادة وتسهيل استعمالها في مختلف المحطات الدراسية، إضافة إلى اعتماد ترميز سري خاص بالنتائج، ما من شأنه تقليص الأخطاء الإدارية وتحسين تدبير مرحلة الإعلان عن النتائج، التي يُنتظر صدورها في الآجال المحددة.
وقد رافقت هذه الانطلاقة تغطية ميدانية من مختلف الفاعلين في المنظومة التربوية، بالإضافة إلى حضور أمني وإداري لتأمين محيط المؤسسات التعليمية وضمان مرور الامتحانات في جو يسوده الهدوء والمسؤولية.
وتتواصل اختبارات الدورة العادية للباكالوريا إلى غاية الثالث من يونيو بالنسبة للشعب العلمية والتقنية، على أن تليها اختبارات الآداب والتعليم الأصيل وفق الجدولة المعتمدة، في حين تجرى الدورة الاستدراكية خلال النصف الثاني من يونيو المقبل، وسط أمل كبير في أن تُكلَّل مجهودات التلاميذ بالنجاح والتفوق.