أمام مدخل المؤسسة، يلوح الطاقم الإداري والتربوي بابتسامات خفيفة تخفف من توتر التلاميذ، بينما تتخذ فرق الحراسة مواقعها أمام القاعات التي أصبحت ساحات للتركيز والتحدي. في تمام الساعة الثامنة، تنطلق لحظة الحسم. تُفتح الأظرفة الخاصة بمواضيع الامتحان بحضور ممثلين من التلاميذ، في مشهد يرسخ مبادئ الشفافية وتكافؤ الفرص.
يقول خليل بوعيشي، رئيس مركز الامتحان بثانوية الفارابي، في تصريح لموقع le360: «اليوم الأول مرّ في ظروف جيدة. استقبلنا التلاميذ ووزعناهم على القاعات بشكل منظم، وحرصنا على تطبيق جميع التدابير التي أوصت بها وزارة التربية الوطنية لضمان امتحان نزيه وذي مصداقية».
بخلفية هادئة تسودها الجدية والانضباط، تشهد قاعات الامتحان حراسة دقيقة تراعي حساسية المرحلة. «الامتحان الوطني ليس مجرّد اختبار دراسي، بل هو بوابة نحو حياة جديدة، أكثر وعياً ومسؤولية»، يضيف بوعيشي، مشيرا إلى أن الفريق التربوي يسهر يومياً على خلق بيئة ملائمة تسمح لكل مترشح بإبراز مؤهلاته.
وحسب الإحصائيات التي قدمتها المؤسسة، فقد بلغ عدد المترشحين حوالي 335 تلميذاً وتلميذة موزعين على ست شعب مختلفة. في شعبة العلوم الفيزيائية، اجتاز الامتحان 77 ذكراً و31 أنثى، بينما سجلت شعبة العلوم الرياضية حضور 62 ذكراً و31 أنثى. أما شعبة العلوم الإنسانية فقد شهدت مشاركة 61 ذكراً و40 أنثى، إضافة إلى مترشحين في شعبة الآداب وباقي التخصصات.
ورغم التحديات اللوجستية المرتبطة بكثرة العدد وتنوع الشعب، فإن الإدارة نجحت، وفق ما رصدته كاميرا Le360، في ضبط إيقاع اليوم الامتحاني الأول، مع احترام صارم لأوقات الامتحان، وتشديد مراقبة يمنع أي إخلال بسير العملية التربوية.
فصل نحو المستقبل
بينما تسود القاعات حالة من التركيز، يعلو خارجها صمت ثقيل ممزوج بالأمل. أولياء الأمور ينتظرون في محيط المؤسسة، وبعضهم يتبادل الأحاديث والقلق بهدوء. « نتمنى الخير للجميع.. الباكالوريا خطوة حاسمة في مستقبل ولدي »، تقول أم أحد التلاميذ.
هكذا افتتحت ثانوية الفارابي بالحي المحمدي صفحة جديدة في مسار المئات من التلاميذ الذين دخلوا صباح اليوم على أمل أن يخرجوا بعد أيام وهم يحملون شهادة تعني لهم الكثير: بداية فصل جديد من فصول الحياة.