ربورتاج: بعد سنوات عِجاف.. الأمطار الغزيرة تروي ظمأ واحات فكيك وتملأ السدود

الأمطار الغزيرة تروي ظمأ واحات فكيك وتملأ السدود بعد سنوات عجاف

في 13/04/2025 على الساعة 07:00

فيديوبعد سنوات عجاف من الجفاف ونقص المياه، استبشرت واحات فكيك خيراً هذا العام بتساقطات مطرية قياسية فاقت المعدل السنوي، مما أدى إلى امتلاء سدود المنطقة، وإنعاش آمال الفلاحين في موسم فلاحي وافر.

وأكد صالح السرغيني، المدير الإقليمي للفلاحة بإقليم فكيك، أن « إقليم فكيك شهد هذا العام تساقطات مطرية مهمة تجاوزت المعدل السنوي بشكل كبير، خاصة في مناطق عبو لكحل وفكيك، حيث بلغت كمية الأمطار أكثر من 150 ملم. »

وأضاف السرغيني، في تصريح خاص لـle360، أن هذه الأمطار الغزيرة ساهمت بشكل مباشر في « امتلاء سدود المنطقة بنسبة 100% » وهما سدي « الصفيصف » و« الركيزة »، اللذين يعتبران شريان الحياة لواحات فكيك، مشيرا إلى أنه وبفضل هذه الأمطار، ارتفعت الحقينة المائية للسدين إلى أكثر من 30 مليون متر مكعب، « وهي كمية وافرة تكفي لسقي واحات فكيك بشكل مستمر لمدة تتراوح بين ثلاث إلى أربع سنوات »، شريطة « ترشيد استعمال هذه الموارد المائية ».

وأوضح المسؤول الفلاحي أن الأثر الإيجابي للأمطار لم يقتصر على السدود، بل امتد ليشمل العيون والآبار، التي عادت للحياة من جديد، مما سهل على الفلاحين عملية السقي وشجعهم على « تحسين الإنتاج، خاصة إنتاج التمور »، التي تشتهر بها منطقة فكيك بأصنافها المميزة، مثل « أزيزا » و« المجهول » و« بوفقوس ».

ويتوقع المسؤول في التصريح ذاته أن تساهم هذه الظروف المناخية الملائمة في تحقيق « إنتاج يفوق 8500 طن » من التمور هذا العام، مما سينعكس إيجابًا على « دخل الفلاحين » في المنطقة، ويحسِّن من أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية، مشددا في هذا السياق، على « ضرورة الحفاظ على الموارد المائية عبر استخدام تقنيات السقي المعقلنة والمقتصدة »، ومؤكدًا أن وفرة المياه الحالية لا تعني الاستغناء عن الحذر والتدبير الجيد، لأن « هذه التساقطات ليست دائمة كل سنة ».

من جهته، أشار محمد نصير، رئيس المجلس المحلي للماء في فكيك، إلى أن «المجلس المحلي للماء في فكيك، كجمعية فيدرالية تضم جميع جمعيات مستغلي المياه في واحات فكيك وعبو الكحل»، قد رصد التساقطات المطرية « الغزيرة في سبتمبر 2024″، التي جاءت بعد « غياب دام حوالي ست إلى سبع سنوات »، معتبرا إياها « غير مسبوقة منذ 2008″، العام الذي شهد فيضانات مدمرة.

وأوضح نصير في تصريح مماثل للموقع، أن هذه الأمطار لم تقتصر على ملء السدود، بل ساهمت أيضًا في « تعافي المياه الجوفية بشكل ملحوظ، مما أدى إلى إعادة تدفق العديد من العيون الطبيعية »، وإن كانت « لم تستعد نشاطها السابق بالكامل، إلا أنها تتحسن تدريجياً مقارنةً بما كانت عليه في السنوات الماضية التي شهدت ندرة مائية قاسية ».

وأضاف رئيس المجلس المحلي للماء أن الأمطار ساهمت أيضا في « تنظيف أشجار النخيل من الغبار، ما عزَّز نموها »، لافتا النظر إلى تسجيل « بعض الخسائر المسجلة في محصول التمر » بسبب الظروف المناخية. كما أشار إلى « أضرار لحقت ببعض المزارع والأراضي الزراعية » في المناطق المجاورة « لواد العرجة والواد الكبير » نتيجة الفيضانات.

وعلى الرغم من بعض الخسائر الطفيفة، أكد نصير أن « هذه التساقطات تحمل تأثيرا إيجابيا واضحا على واحات المنطقة »، وأن الفلاحين يستغلون هذه الوفرة المائية حاليا في « تلقيح أشجار النخيل استعدادا للموسم الفلاحي الجديد »، معربا عن أمله في أن « تساهم هذه الظروف في تحقيق إنتاج جيد ودعم النشاط الفلاحي في المنطقة ».

تحرير من طرف محمد شلاي
في 13/04/2025 على الساعة 07:00

مرحبا بكم في فضاء التعليق

نريد مساحة للنقاش والتبادل والحوار. من أجل تحسين جودة التبادلات بموجب مقالاتنا، بالإضافة إلى تجربة مساهمتك، ندعوك لمراجعة قواعد الاستخدام الخاصة بنا.

اقرأ ميثاقنا

تعليقاتكم

0/800