في هذا الحوار، يصرح بوصوف بأنّ هذا الكتاب هو « تأليف ثان باللغة الفرنسية وصدر عام 2018 بباريس والهدف منه بعدما لاحظت أن هناك العديد من النقاشات حول الملكية وكثيرا ما تصدر عنها أحكام من المنطلق المعرفي الخاص بالملكية الغربية فواتر بوري كتب ما كتب عن إمارة المؤمنين من خلال المسار التاريخي للملكيات الأوروبية، في حين أن هذه الملكيات الغربية لا علاقة لها بالملكية عندنا. لأن الغربية كانت تحكم بتفويض إلاهي، حيث البابا هو من يقوم بالتعيين والاهتمام بهم، في حين أن الملكية عندنا مبنية على البيعة، أي أنها تختلف جملة وتفصيلا عن تعيين البابا، فنحن لم تكن عندنا الدولة الثيوقراطية التي كانت في الغرب. ففي البيعة نشتري الرمزية والشرعية من الملك مقابل حماية الملة والدين وهي تشمل كل مرافق الحياة ».
ويرى بوصوف أنّ هذه « العلاقة التي تربط المغرب بغرب إفريقيا ليس من باب الدبلوماسية، أي أننا لا نستغل الدين من أجل التأثير، بل هناك ارتباط ديني روحي حقيقي. فعندما نرى مثلا الزاوية التيجانية ومؤسسها هو مدفون في المغرب. لذلك ليس دبلوماسية وإنما علاقة روحية متينة تفرض دائما مصيرا مشتركا. لذلك كنا نرى دائما أمير المؤمنين في إفريقيا تلتف حوله الجموع وأنا ما زلت أحتفظ بصورة في رأسي أثناء تنصيب الرئيس المالي، فعندما غادر جلالة الملك مالي رافقته جموع من الناس إلى المطار أكثر الجموع التي رافقت فرونسوا هولاند. هذا رابط روحي لذلك فهنا ثقافة دينية مشتركة مع إفريقيا وهذه الثقافة المشتركة تعمل لصالح البلدين ».