تأتي قيمة هذا التكريم في كونه يلتفت إلى وجه فني بدا في الآونة الأخيرة قد طاله النسيان، رغم أنّ يظل حاضراً في مخيلة الناس ووجدانهم، انطلاقاً من عدد من الأدوار الكبيرة التي جسّدها في مسيرته، سواء داخل المسرح أو التلفزيون أو السينما. والحقيقة أنّ هذه الأدوار المتعددة أعطت لـ«حديدان» شهرة كبيرة وجعلته يخترق أفق المُشاهد، انطلاقاً من تعدد الوسائط التعبيرية التي أتاحت له إمكانية جذب العديد من المتفرجين في من كل بقاع المملكة. ما أنّ الأداء القوي لشخصية حديدان داخل مسلسل يحمل نفس العنوان أعطت لكاظمي مكانة معتبرة داخل هذا النوع من المسلسلات التي أصبح داخلها عنصراً مؤثراً في تضاريس الفيلم. والحق أنّ كمال كاظمي بكل ما يتوفر عليه من أداء قوي يعطي للعمل الفني أفقاً جمالياً وأصالة فنية من ناحية الأداء.
تعطي هذه التكريمات شحنة رمزية للفنانين، إذْ تُشعره بقيمتهم الفنية والدور البارز الذي يلعبونه داخل المجتمع. ذلك إن المجتمعات الخالية من الفن والفنانين هي مجتمعات ميتة ولا أثر لها في صنع ذاكرة هذه المجتمعات. على هذا الأساس، فإنّ مثل هذه التكريمات تحظى بدلالتها الرمزية داخل مجال الصناعة الفنية، لأنّها بقدر ما هي عبارة عن تكريم، فإنّ في باطنها تُشكل اعترافاً حقيقياً بقيمة الرجل ومكانته الفنية داخل المجتمع والذاكرة على حد سواء.