ربورتاج: مركز نسائي ببركان يُغيّر واقع سيدات ويمنحهن آفاقا جديدة

نساء يصنعن التغيير: هكذا تحوّل مركز صغير ببركان إلى منصة للكرامة والعمل

نساء يصنعن التغيير: هكذا تحوّل مركز صغير ببركان إلى منصة للكرامة والعمل

في 22/05/2025 على الساعة 09:00

فيديو بجماعة « سيدي سليمان شرَّاعة »، بإقليم بركان، يبرز « فضاء المرأة والطفل » كمنارة أمل ونقطة تحول في حياة العديد من النساء والفتيات، خاصة القاطنات في الأحياء الهشة.

هذا المركز، الذي تديره جمعية « غزال للتنمية » للسنة الثانية على التوالي، بشراكة استراتيجية مع جماعة « سيدي سليمان شراعة »، وكذا من التعاون الوطني، لا يقتصر دوره على تقديم خدمات، بل ينسج قصص نجاح وتمكين اقتصادي واجتماعي، واضعاً المستفيدات في قلب اهتماماته.

وفي هذا السياق، توضح غزلان الطهراوي، رئيسة جمعية « غزال للتنمية »، أن المشروع يندرج في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، مؤكدةً في تصريح ل le360، على الدور الحيوي للمركز في تأهيل النساء والفتيات، لا سيما من أحياء مثل الحي الهبيل، مضيفةً: « نمنح الأولوية في برامجنا التكوينية للنساء ذوات الظروف الاجتماعية الصعبة، والراغبات في إنشاء مشاريعهن الخاصة، حيث يحصلن على دبلوم معتمد بعد سنة من التدريب ».

ويضم المركز أيضا خلية للاستماع والتوجيه للنساء المعنفات، تقدم لهن الدعم القانوني والنفسي بالتعاون مع جمعية « عين الغزال بوجدة » عبر برنامج « تملك »، حيث أبرزت الطهراوي أن برنامج « تملك » يوفر محاميا للنساء الضحيات، مبينةً سعي المركز لجعل قصص نجاح المستفيدات القدامى مصدر إلهام للجدد، ومساعدتهن على الاندماج في سوق العمل.

ويقدم المركز باقة متنوعة من البرامج التكوينية، تشمل الطبخ والحلويات، والحلاقة والتجميل، والإعلاميات، والخياطة التقليدية والعصرية، بالإضافة إلى التكوين المهاراتي، والتنمية الذاتية، والتربية الأسرية، حيث تم هذا العام، توسيع نطاق البرامج عبر شراكة مع جمعية أخرى لتلبية احتياجات مختلف الفئات، من القادرات على القراءة والكتابة إلى اللواتي في مرحلة محو الأمية.

وتؤكد الطهراوي: « هدفنا الأساسي هو تمكين النساء اقتصادياً، وضمان دخولهن سوق العمل بشهادات معتمدة ومهارات حديثة »، موضحة أن المركز يستفيد منه حالياً حوالي 100 امرأة، « ورغم أننا في عامنا الثاني فقط، نعمل على نقل التجربة إلى مركز التكوين النسوي بسيدي سليمان، ونتطلع لتوسيع البرامج وزيادة عدد المستفيدات في العام المقبل، عبر تقديم التدريبات طوال السنة، وتقسيم المستفيدات إلى مجموعتين صباحية ومسائية ».

وتحدثت المستفيدات في تصريحات مماثلة للموقع، بحماس عن تجربتهن التي غيرت حياتهن، حيث تقول أسماء هادي، التي انضمت لورشة الإعلاميات: « كنت أتعامل مع الحاسوب بشكل محدود جداً، وبفضل الأستاذة بشرى قابلي، تعلمت الأساسيات، ثم أتقنت برامج « Word » و « EXEL » و « POWER POINT »، مؤكدة تمكنها حاليا من إنجاز فواتير احترافية، وكتابة سيرة ذاتية، وإعداد العروض التقديمية، ومعتبرةً هذا التدريب قد فتح لها آفاقاً جديدة للعمل في مكاتب أو مطابع، ومشيرة إلى أن المركز يوفر لهن ندوات إضافية تثري معارفهن.

أما فريدة جقرير، فحوّلت شغفها بالطبخ إلى مهارة مهنية، مبينة: « لطالما كانت هوايتي الطبخ، ووجدت في مركز جمعية غزال الفرصة لتطوير مهاراتي، وبفضل دعم أساتذتنا، أتقنا فنون الطهي، من الحلويات والأطباق المغربية التقليدية إلى الطبخ الشامي والآسيوي »، مضيفة :« نحن مقبلون على الاختبار النهائي الذي سيفتح لنا فرصاً كبيرة في سوق العمل« ، وموجهة الشكر والتقدير لرئيسة الجمعية غزلان الطهراوي على دعمها القوي لهن.

تجمع المستفيدات على الامتنان العميق لجمعية « غزال للتنمية »، بلسان واحد، يقلن: « كلنا ممتنون لجمعية غزال التي منحتنا فرصة رائعة للتعلم والتطور، وساعدتنا على تحقيق أهدافنا المهنية »، معربات عن أمنياتهن في أن تستمر الجمعية في تقديم الدعم للنساء، وتوفير فرص جديدة للتكوين والاندماج المهني

تحرير من طرف محمد شلاي
في 22/05/2025 على الساعة 09:00