وتابعت يومية « الأحداث المغربية » في عددها الصادر يوم الجمعة فاتح نونبر 2024، هذا الموضوع، مشيرة إلى أن الجواب عن هذا الملف، في وقت متزامن من المجلس الجماعي، كما من المجلس الحكومي، مبينة أن تقرير المالية لسنة 2025، كشف أن حلم وصول «التيجيفي» إلى أكادير مازال قائما، حيث أشار إلى إبرام اتفاقية تعاقدية بين الدولة والمكتب الوطني للسكك الحديدية، لتمويل إنجاز مشاريع استثمارية كبرى بالنسبة لقطاع السكك الحديدية، لا سيما مشروع الربط السككي لميناء الناظور غرب المتوسط، ومشروع توسعة الخط فائق السرعة القنيطرة - مراكش، ومراكش أكادير.
وأوضحت اليومية أن أحد المستشارين ببلدية أكادير طرح على رئيس جماعة أكادير عزيز أخنوش خلال دورة المجلس البلدي الأخيرة، سؤالا مضمونه حرمان أكادير من هذا الخط، دون أن يجيب عنه رئيس الجماعة لا بالنفي ولا بالإثبات، معتبرة أن موقف أخنوش فُهِمَ من قِبل البعض بكون الدولة تخلت فعلا عن الصفقة، فيما فطن البعض الآخر إلى القول إن أخنوش رفض أن يسقط في فخ «رئيس جماعة يتحدث بقبعة رئيس حكومة، وأن ينوب مستشارون جماعيون بأكادير بطرح أسئلة تخص البرلمان، باعتبارها مؤسسة وطنية دستورية تشريعية».
وأضاف المقال أنه في السياق نفسه جاء الرد من الجماعة بدورها حول وصول «التيجيفي» إلى أكادير، من النائب الأول لرئيس الجماعة مصطفى بودرقة، والذي أعطى معلومات حول التجهيزات والبنيات المطروحة للمشروع بأكادير، كاشفا عن خريطة خط القطار الفائق السرعة بأكادير، واصفا هذا المشروع الاستثماري الكبير بالمشروع الملكي، وبرغبة جلالته بأن لا يتوقف هذا المشروع في حدود مراكش.
وأوضح المسؤول الجماعي حسب المقال ذاته: «في علمي والحمد لله أن الأمور مأخوذة بعين الجد، وأن مكتب دراسات صينيا يشتغل، وبدأ يمدنا بالمعلومات، وأستطيع هنا التصريح بها»، مضيفا خلال الندوة الصحافية للمجلس الجماعي لأكادير المنعقدة نهاية الأسبوع، أن طول الخط يفوق بقليل 240 كلم، من بينها 50 كلم من الأنفاق، إذ سيقطع أكادير عبر نفق، ولن يقسم المدينة إلى جزئين.
وبينت الجريدة أنه من المعلوم أن محطة «التيجيفي» الكبرى تم تحديدها منذ مدة على مستوى الحي المحمدي، مشيرة إلى أن فاعلا صينيا « china railway » تكلف بإنجاز الدراسات الخاصة بهذا المشروع، وتقرر إحداث ثلاث محطات، الأولى بسيدي الزوين، والثانية بشيشاوة، ومحطة الوصول بأكادير، وقد تمت تصفية العقار الخاص بها.
وأشارت الصحيفة في متابعتها إلى أن المعلومات التي كشف عنها قانون المالية وجماعة أكادير، تأتي في وقت كثر الحديث عن تخلي الحكومة المغربية عن مشروع ربط أكادير بمراكش سككيا، حيث كتب البرلماني عن أكادير إداوتنان عن فريق التقدم والاشتراكية حسن أو مريبط مؤخرا، مقالة تحدث فيها عن تأجيل حلم ساكنة سوس ماسة ومعها الجنوب المغربي، والمتعلق بالخط السككي مراكش أكادير، والذي طال انتظاره، حسب تعبير البرلماني، معتبرا أن الوعود كثرت في شأنه من طرف المسؤولين الحكوميين، قبل أن يتبخر كل شيء.
وأضاف أو مريبط: «شكرا للسيد رئيس الحكومة الذي يشغل كذلك رئيس المجلس البلدي لأكادير، ومعه كافة مكونات الأغلبية، التي تعتبر سوس ماسة مرتعا وأرضاً خصبة لها، ولأصواتها الانتخابية على هذا الإقصاء الممنهج، وعلى الإبعاد الاستثنائي لأكادير من الاستفادة من هذا المشروع الهام الذي استفادت منه كل المدن المرشحة لاحتضان نهائيات كأس العام 2030».
وكشفت الأحداث المغربية أن أومريبط بعد تلك المقالة وضعا سؤالا كتابيا في الموضوع، ومن المتوقع أن يجيب الوزير الوصي عن القطاع عن كل هذه الانتظارات، التي تخص كل المغاربة كما تخص بشكل مباشر ساكنة سوس ماسة، التي تنتظر اليوم الذي سيتم خلاله ربط وسط المملكة بشمالها، عبر خط سككي فائق للسرعة.
من جهة أخرى، طرح الفريق التجمعي هذه القضية بمجلس النواب على وزارة النقل واللوجستيك، مستفسرا عن رؤيتها من أجل تمديد سكة القطار إلى مدينة أكادير، حيث أبرز النائب البرلماني إسماعيل الزيتوني، أن تمديد سكة القطار إلى مدينة أكادير يعتبر من المشاريع الاستراتيجية التي تمثل خطوة مهمة نحو تعزيز البنية التحتية للنقل ببلادنا»، مشيرا إلى أن «ربط المدينة بشبكة السكك الحديدية الوطنية من شأنه أن يسهم في تحسين حركة النقل بين شمال المغرب ووسطه وجنوبه، ويعزز من التبادل التجاري والسياحي، خاصة وأن أكادير تعد وجهة سياحية وتجارية مهمة».
وقد أكد المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية، محمد ربيع الخليع، أن اختيار المغرب لتنظيم كأس العالم 2030 بشكل مشترك مع إسبانيا والبرتغال، يشكل تحديا لمواصلة التجربة الناجحة لخط القطار فائق السرعة البراق نحو مراكش وحتى أكادير، لافتا في تصريحات سابقة، أنه بالنظر إلى نجاح تجربة خط قطار البراق فائق السرعة الذي يربط العاصمة الاقتصادية للمملكة المغربية ومدينة طنجة، فإن اختيار المغرب لتنظيم لكأس العالم 2030 بشكل مشترك مع إسبانيا والبرتغال يشكل تحديا لمواصلة التجربة الناجحة لهذا الخط ».