وكان الملك محمد السادس قد خصص جزءً هاما من خطابه بمناسبة الذكرى الـ25 لعيد العرش لحث الحكومة على ضرورة السهر على تسريع وتيرة تنفيذ المشاريع الكبرى الخاصة بتحلية مياه البحر، في ظل التحديات التي كانت تجابهها المملكة إثر توالي سنوات الجفاف وتراجع حقينة السدود قبل الأمطار الأخيرة.
وتتبعاً للأوراش الملكية ومواكبةً للإنجازات الهامة لبلادنا، قام Le360 بزيارة حصرية لمحطة تحلية مياه البحر بمنطقة بئر انزران، للوقوف على تقدم الأشغال الذي بلغ 70%، والمتكون من محطة تحلية ماء البحر بنسبة 50%، حقل الطاقة الريحية الذي تجاوز ٪90، وقد تم الشروع في تشغيل هذا الحقل نهاية شهر مارس الماضي، كما يتم حاليا إنتاج الكهرباء وتفريغه في الشبكة الوطنية، بالإضافة إلي شبكة الري، التي بلغت نسبة 80%، ما يشكل تطورا هاما يروم تغطية حاجيات المنطقة من الماء الصالح للشرب، وكذا القطع مع ممارسات الاستغلال غير المعقلن للمياه الجوفية في القطاع الفلاحي، حيث ستعمل المحطة على تزويد المناطق الفلاحية بتقنية ري مدار سقوي جديد تصل مساحته إلى 5200 هكتار.
محطة تحلية مياه البحر بجهة الداخلة: مشروع استراتيجي ضخم بالصحراء المغربية
هذا المشروع، الذي تجاوزت تكلفته 2,5 مليار درهم، من شأنه وضع الجهة على رأس الجهات الإنتاجية، عبر توسيع المساحات الزراعية المخصصة للخضروات وغيرها من المحاصيل ذات القيمة المضافة العالية والمخصصة للتصدير، كما يمثل المشروع حلا بديلا للموارد التقليدية التي كانت تعتمد على المياه الجوفية المحلية، وكذا الاستمرار في تطوير الزراعة، وتأمين الإمدادات من مياه الشرب، وأيضا، المساهمة في الحفاظ على البيئة من خلال استخدام الطاقات المتجددة.
ووفق المعطيات التي حصل عليها 360، فإن حجم مبيعات القطاع الفلاحي بالداخلة يبلغ حوالي 1.4 مليار درهم، وبالنسبة للثروة الحيوانية، فهي تتكون من حوالي 110,000 رأس، تتضمن حوالي 30,000 رأس من الماعز، 40,000 رأس من الأغنام، و40,000 رأس من الجمال، ومن حيث الإنتاج، تنتج هذه الثروة حوالي 9,000 طن من الحليب سنويا، 1000 طن من اللحوم الحمراء و975 طنا من اللحوم البيضاء، أما بالنسبة للخضروات، فإن المنطقة تنتج حوالي 105,000 طن منها 90,000 طن من الطماطم، 13,000 طن من الشمام، وبالنسبة للتوت البري الذي يُزرع على 113 هكتارا، فإن الإنتاج يصل إلى حوالي 1200 طن سنويا، وهذا يعني أن القيمة المضافة لكل القطاع تبلغ حوالي 450 مليون درهم، مع خلق حوالي 3 ملايين يوم عمل سنويا، وهو ما يبرز أهمية الإنتاج الفلاحي في المنطقة والحاجة الملحة للماء من أجل الري، خصوصا وأن الجهة ذات طبيعة صحراوية.
مرحبا بكم في فضاء التعليق
نريد مساحة للنقاش والتبادل والحوار. من أجل تحسين جودة التبادلات بموجب مقالاتنا، بالإضافة إلى تجربة مساهمتك، ندعوك لمراجعة قواعد الاستخدام الخاصة بنا.
اقرأ ميثاقنا