تعمل كوكبة من الأسماء الثقافية المشاركة في هذه الندوة، على محاولة الحفر عميقاً في بنية الخصائص الفنية والثيمات الجمالية التي تؤسس مسار الكتابة النسوية. إذْ على الرغم من وفرة الكتابة السردية، إلاّ أنّ هناك شحّ كبير على مستوى المتابعة النقدية في موضوع الكتابة النسائية، بعدما حققت العديد من الأديبات مكانة بارزة في المشهد الأدبي المغربي. وتعتبر أسماء من قبيل فاطمة المرنيسي وفاطنة البويه وليلى السليماني ولطيفة لبصير وغيرهم، من الوجوه النسوية التي قدّمت العديد من النصوص الأدبيّة المذهلة والأصيلة بمفاهيمها والقوية بمتنها التخييلي، لكونها طرقت العديد من القضايا الهامة التي لا نكاد نعثر عليها داخل كتابات أخرى.
تسعى هذه الندوة أنْ تُعمّق النقاش والتأمّل والتفكير، انطلاقاً من طرح قضايا جديدة تتصل بالصورة السردية ومداراتها، بما يجعل هذه الندوة العلمية لا تكتفي فقط بالسرد النسوي ولكنْ أيضاً من خلال رصد مفهوم الصورة السردية وجمالياتها في هذا النوع من الكتابة الذي تحتفي فيه المرأة المبدعة بمفهوم الذات في علاقتها بتحوّلات الواقع اليومي. لكنْ بالنظر إلى بعض التجارب النسائية، نجد أنها تجاوزت في مؤلفاتها مفهوم الذات بعدما أصبحت تراهم على قضايا أخرى ذات علاقة بالرأسمال الديني والسياسة والتاريخ والجسد، كما هو الحال في كتابات فاطمة المرنيسي وليلى السليماني.