يأتي هذا التكريم من المكانة التي يتنزّلها حميد بناني في الذاكرة السينمائية المغربية. ذلك إنّه يعتبر واحداً من الأصوات السينمائية الهامّة التي لعبت مبكّراً دوراً طليعياً في تحديث الفن السابع، انطلاقاً من عدد أفلامه السينمائية التي ما تزال إلى اليوم تحفر مجراها عميقاً في المتخيل الجمعي مثل « صلات الغائب » و« وشمة ». فهذه الأفلام التي صدرت بين 1970 و1993 تعتبر من النماذج السينمائية التي قدّمت جديداً يعوّل عليه من ناحية التخييل السينمائي، لذلك يعتبرهما النقاد من الإنتاجات السينمائية المذهلة التي تعطي للمشاهد إمكانية فهم التطوّرات التي عرفها الفنّ السابع.
يحرص المهرجان على تكريم حميد بناني وإعطاء الرجل ما يستحقّه من اهتمام أمام التحولات التي باتت تعرفها السينما، بيحث يتم نسيان العديد من التجارب المخضرمة التي عملت على مدار سنوات تحديث هذا الشكل التعبيري في وقتٍ لم يكُن الأمر ممكناً، لكنّها مع ذلك نجحت في كتابة وإخراج العديد من الأفلام التي تمتح معينها من الواقع الذي انتمت إليه مبكّراً في المغرب.