يحرص بنسودة في فيلمه هذا على إعادة الاعتبار للعديد من الأصوات النسوية التي تعيش نوعاً من الهشاشة النفسية بعد تجربة الطلاق. لذلك يحاول بنسودة أنْ يدفع بالكاميرا إلى أقصى حدود وذلك من أجل خلق جدل سينمائي يعول عليه. ذلك إنّ مثل هذه الأفلام تخلق نقاشا مجتمعياً حقيقياً تغدو من خلال السينما عبارة عن أداة تدين فداحة الواقع وتحوّلاته.
وقد حقق الفيلم منذ أول عرض له على العديد من الجوائز داخل المغرب وخارجه، إيماناً من اللجان الفنية بقيمة هذا الفيلم وما يمثله من أفق سينمائي مغاير لا يريد أنْ يتعامل مع السينما على على أساس أنها فن ترفيهي يخلق المتعة، وإنما كمختبر فكري قادرٍ على ابتداع مفاهيم وتفكيك البديهيات المجتمعية وغيرها.
يحكي الفيلم قصّة 5 نساء مطلقات بمدينة الدار البيضاء، من شرائح مجتمعية مختلفة، يزاولن نشاطات مهنية في مجالات متنوعة، يحاولن إعادة بناء حياتهن، وسط مجتمع يشوبه التباين وتغلب عليه النظرة السلبية للمطلقة، وتعيق تطوره عدم الالمام بالمساطر القانونية المتعلقة بمدونة المرأة.
وفق هذا المنطلق، يحاول بنسودة أنْ يكون فيلم عبارة عن شهادة حقيقية من عمق الواقع ترصد أهوال المجتمع ومأساة النساء المطلقات داخل مجتمه ذكوري قاهر، تسعى فيه العادات والتقاليد إلى إحكام قبضتها على المرأة وتحويل جسدها إلى سلعة.