تأتي قيمة هذا الكتاب في كونه يفتح القارئ أو الدارس للمسرح على مناخات فنية مختلفة أكثر تجذراً في التاريخ. ذلك إنّ الكتاب يحاول أن يتسحرض مدى حضور الموروث الأندلسي داخل أنساط الكتابة المسرحية كمحاولة لتفكيك هذا التلاقح الذي ينسجه الكتاب مع التاريخ الأندلسي. إذ لا نعثر دائماً على مثل هذه الدراسات التفكيكية التي تقوم مسبقا على فكرة الحفر في التاريخ بغية استلهام بعض النماذج التي من الممكن أنْ تشكل أفقاً للتخييل المسرحي.
يقول الأزمي عن كتابه « يتغيا هذا الكتاب ملامسة بعض ملامح توظيف التراث الأندلسي وتأثيره في المسرح المغربي، تأسيساً على استنبات المرحوم الأستاذ عبد الله شقرون لإحدى حكايات طوق الحمامة لابن حزم الأندلسي، ليطالعنا كما عودنا برائعة من روائعه طوق الحمامة (مسرحية من ثلاثة فصول).
والواقع أن اهتمام عبد الله شقرون بالتراث الأندلسي، كتابة وتأليفاً بدا مبكرا بدليل إبداعه للنص المسرحي « السر المكتوم » باللغة العربية الفصحى عام 1953.
بيد أنّ هذه التجربة في نظر الأزمي « من حجم تجربة سي عبد الله شقرون امتدادا وعمقا وخصوبة لم تثمن حقها، وريبرتواره الضخم(أزيد من 500 مسرحية وتمثيلية) لم يحظ بالاهتمام المطلوب م لجن أغلب رواد المسرح والباحثين فيه.
إن مضامين والتيمات/الموضوعات التي عولجت في هذا الكتاب، أفضت إلى نتائج استكمال الكشف والبحث والتنقيب في أوجه تأثير التراث عموما ومجالاته والأندلسي منه تحديداً في المسرح المغربي، خصوصا أنّ الكثير من أعمال الأستاذ عبد الله شقرون المسرحية لم تقتحم بعد، لأسباب متعددة ومختلفة».
