تأتي قيمة هذا الكتاب في كون موضوعه لا ينشغل بقضايا السياسية وميثولوجياتها، في وقتٍ أصبح فيه التفكير الفلسفي منصباً حول أمور ذات صلة بالمجتمع والسياسة والخطاب الديني وغيرها من القضايا المرتبطة بالفكر العربي الحديث. غير أنْ اصدار مؤلف حول العمل الفني بخلفية فلسفية يزيد من قيمة هذا الإصدار ومكانته داخل الدراسات الفكرية هنا وهناك. فهو مؤلف يندرج ضمن فلسفة الفنّ التي أصبحت مفقودة داخل مجال البحث العلمي بسبب عدم وجود باحثين متخصصين في هذا المجال. ويسعى هذا الكتاب إلى محاولة تفكيك سردية العمل الفني على أساس أنه قادر أنْ يضمر فكراً وينتج خطاباً فلسفياً به يستطيع الباحث التفكير في الواقع وتأمّل أحوال المجتمع، انطلاقاً من المفاهيم الفكرية والمكونات البصرية التي يقترحها العمل الفني.
ينتمي لبيب إلى فئة قليلة من الباحثين الجدد الذين بذلوا جهداً كبيراً في التنقيب داخل الدرس الفلسفي الخاصّ بعلم الجمال وفلسفة الفنّ، فهو من الباحثين القلائل الذين يخلقون بأبحاثهم وكتاباتهم أفقاً جديداً للبحث العلمي ويعملون انطلاقاً من المُنجز السينمائي على إعادة بناء لغة فكرية تستمد ملامحها من تربة الفيلم السينمائي ومتخيّله.
مرحبا بكم في فضاء التعليق
نريد مساحة للنقاش والتبادل والحوار. من أجل تحسين جودة التبادلات بموجب مقالاتنا، بالإضافة إلى تجربة مساهمتك، ندعوك لمراجعة قواعد الاستخدام الخاصة بنا.
اقرأ ميثاقنا