يقدم اللقاء الأكاديمي السعيد لبيب الذي سيعمل على تأطير هذا اللقاء العلمي الذي تأتي قيمته أوّلاً انطلاقاً من رهان الكلية والنادي السينمائي عبد الكبير الخطيبي للسينما والجماليّات على مثل هذه اللقاءات المختلفة شكلاً ومضموناً في إعادة الاعتبار للسينما داخل الجامعة المغربية ودفع الطلبة والباحثين إلى التفكير في قيمة هذا الوسيط البصري وما يقدّمه من إمكانات كبيرة بالنسبة للباحثين من أجل التفكير في قضايا وإشكالات ذات صلة بواقعهم. فالسينما اليوم تحظى بقيمة رمزية ويُعاد لها الاعتبار لا كوسيلة ترفيهية تساعد الناس على الترفيه والاستجمام أيام الآحاد، وإنما كنمطٍ فني مغاير يلعب دوراً في تحرير الفكر وإعمال النقد وتربية الذوق. ولا شكّ في أنّ الأسماء التي حلّت على النادي السينمائي منذ تنظيم لهذه اللقاءات الفنية، تجعلنا نفهم الأفق الفكري المغاير الذي يراهن عليه النادي السينمائي في إعادة تقريب أواصر الصداقة بين السينما والمتفرّج ودفعه إلى التفكير فيما يعيشه داخل واقعه بكيفيات مختلفة من المقاربات.
أما الأمر الثاني، فراجعٌ بشكل أساس إلى ما يمثله اشويكة داخل الساحة السينمائية، باعتباره واحداً من الأسماء النقدية العاشقة للمتن الفيلمي والقادرة انطلاقاً من الشاشة الكبيرة أنْ تصوغ مجموعة من الأسئلة الفكرية حول هذا الفن. ولا شك أنّ مؤلفاته الغزيرة بين النقد السينمائي والكتابة الفنون البصرية والتخييل القصصي، تعطينا نبذة عن الطابع التركيبي الذي وسم تجربته الثقافية في مجال الكتابة والإبداع بالمغرب.