تعمل البحار في هذا الفيلم على التفكير في الهامش، انطلاقاً من شخصيات تعيش على هامش المجتمع وتعمل جاهدة على تحقيق أحلامها داخل واقع لا يرحم. إذْ ترصد البحار وفق أسلوب بصري يمزج بين الدراما والكوميديا مصائر هذه الشخصيات المهمّشة التي تعيش حالة من الحب التي سرعان ما تتلاقى وتتصادى فيما بينها. ذلك إنّ اللجوء إلى هذه الخلطة البصرية بين الكوميديا والدراما، أعطت للفيلم بعداً سينمائياً مغايراً عن الأفلام الأخرى، بما جعلها تدفع الشخصيات إلى البحث في ذاتها عن تقديم الأفضل والنزوع صوب مشاهد سينمائية مختلفة بما يضمن الفيلم وجوده وتميّزه عن الأفلام الأخرى.
يشارك في الفيلم كل من ماجدولين الإدريسي وعزيز داداس وهند بنجبارة وفاطمة الزهراء بناصر وعبد اللطيف شوقي وغيرهم. وتأتي قيمة هذا العرض في كونه يضع المشاهدين أمام تجربة جيهان البحار والإمكانات الجماليّة التي تحبل بها أفلامها وما يُمكن أنْ تقدمه لسينما مغربية تتنطّع أنْ تنزع عنها جلباب التقليد وتدخل ضمن أفق سينمائي مغاير. وقد حقق الفيلم منذ عرضه الأوّل الكثير من الجدل النقدي، بحيث اعتبروه النقاد من الأفلام الأصيلة التي حققت نضجاً بصرياً في السنوات الأخيرة.