نفق مركز الحليب بطنجة.. بؤرة الاصطدامات و«مقبرة» سائقي الدراجات

نفق مركز الحليب بطنجة، بؤرة الاصطدامات و«مقبرة» سائقي الدراجات

في 23/06/2025 على الساعة 07:00

لا يكاد يمر أسبوع بطنجة دون أن تُسجّل حوادث سير مروعة، بعضها قاتلة، بعدد من الأنفاق والممرات تحت أرضية، لعل أبرزها نفق مركز الحليب بطريق الرباط بطنجة، حتى بات نقطة سوداء، في ظرف وجيز بعد تدشينه، الأمر الذي يؤرق بال سكان وسلطات المدينة.

تهور متكرر ووفيات مستمرة

تحول نفق مركز الحليب، الذي جرى تدشينه منتصف سنة 2016، إلى جانب أنفاق تحت أرضية أخرى بطنجة، إلى «المقبرة رقم 1» لسائقي الدراجات النارية بالمدينة، بعد تسجيله لعديد من حوادث السير العرضية، راح ضحيتها أزيد من 40 شخصا، وفقا لمعطيات خاصة، دون أن ننسى حوادث اصطدامات أخرى وقعت بالنفق بين عشرات السيارات صيفا كما شتاءً.

ولعلّ حادثة، صباح الأحد 22 يونيو 2025، آخر الحوادث التي يسجلها نفق مركز الحليب بمدينة طنجة، فبالرغم من وضع السلطات لعلامات تشوير واضحة للعيان قرب مدخل النفق، للحيلولة دون مرور سائقي الدراجات النارية، إلا أن ذلك لم يمنع من إصابة شابين بجروح خطِرة إثر سقوط عرضي من دراجة نارية، الأحد، وسط النفق، وقبله سُجلت حوداث سقوط عرضية مماثلة تسببت في مصرع عدد من السائقين، بينهم لاعب بفريق اتحاد طنجة وعسكري، قبل أسابيع.

ففي الليل كما في النهار، تتكرر حوادث السير بالنفق، 90 بالمائة منها بسبب التهور، كما تُسجل اصطدامات عنيفة بالمكان ذاته، الذي أصبح النقطة السوداء التي تفوح منها رائحة الموت كل أسبوع، ما دفع السلطات المعنية إلى وضع علامات تشوير ومنع المرور من أسفل النفق موجهة بالأساس لسائقي الدراجات النارية، الذين يتحملون مسؤولية ارتفاع الحوادث المميتة في وسط النفق، حسب مصادر متطابقة.

وإلى جانب سائقي الدراجات النارية الذين يتحدى غالبيتهم علامات منع المرور أسفل النفق، تأتي السرعة المفرطة لعشرات السيارات لتوقع بضحايا، نتيجة اصطدامات عنيفة وحوادث سير، تتكرر، بالخصوص، خلال العطلة الصيفية.

أين الخلل؟

نفق مركز الحليب بطنجة، الذي يربط عددا من الأحياء والشوارع الرئيسية بطريق الرباط الرئيسي، أنجز لتخفيف حدة الاختناق المروري بالمنطقة، غير أن بناءه وفقا للبنية الهندسية الحالية ساهم، هو الآخر، بنسبة كبيرة، في تسجيل حوادث سير مميتة، حيث أن اعوجاج النفق على مستوى إحدى زواياه كان له أثر سلبي على السائقين وأصحاب الدراجات النارية الذين يمرون منه بشكل غير قانوني.

ولم يكن الخلل في البنية الهندسية للنفق وحده المتسبب في هذه الحوادث العرضية، بل غياب أي استراتيجية واضحة بخصوص الطرقات والممرات لدى جماعة طنجة التي تتحمل، بدورها، وفقا لمصادر مُنتَخبة، المسؤولية وراء تكرار هذه الحوادث، حيث سبق أن دعا مستشارون جماعيون عمدة المدينة إلى وضع مطبات أرضية عند مدخل النفق من الجهتين الغربية والشرقية لوقف نزيف الحوادث المتكررة، كما سبق لفعاليات المجتمع المدني أن راسلوا الجماعة قبل سنوات في هذا الشأن، لكن دون جدوى.

وحسب مصادر مطلعة، فإن أسباب هذه الحوادث العرضية تعود، أحيانا، إلى الطريقة التي شُيّد بها، خاصة في مخرجه المؤدي إلى «العزيب الحادج قدور» و«قنطرة بنديبان»، إذ أشارت المصادر ذاتها إلى أن النفق غير آمن بالنسبة لسائقي الدراجات النارية الممنوعين أصلا من المرور أسفله، إذ أن مستعملي النفق، عند قرب خروجهم منه، يفاجؤون بزاوية مرور خطِرة تزداد خطورتها مع السرعة المفرطة، ما يؤدي إلى سقوط وانزلاق مستعملي الدراجات النارية، لأن مطلع الممر، من جهة طريق الجديدة، شديد الإنحذار.

وإلى غاية إيجاد حل عاجل لهذا المشكل، الذي يؤرق بال ساكنة طنجة، يبقى أغلب ضحايا نفق مركز الحليب منذ سنين من سائقي الدراجات النارية، الذين، رغم وجود إشارات مرور تمنع استعمال النفق، يُصرّون على المرور عبره، ما يعرضهم لخطر حوادث سير مميتة.

تحرير من طرف سعيد قدري
في 23/06/2025 على الساعة 07:00