دراسة سوسيولوجية تكشف هوية المهاجرين المغاربة في ألمانيا

مغاربة ألمانيا

في 15/04/2025 على الساعة 08:30

أصدرت الباحثة ماجدة بوعزة كتابها الجديد « هوية المهاجرين المغاربة وسؤال الاختلاف الثقافي في السياق الألماني » ضمن منشورات باحثون. والكتاب عبارة عن دراسة سوسيولوجية عملت من خلالها بوعزة على تقديم تشريح لوضعية المهاجرين المغاربة، انطلاقاً من المدخل الثقافي.

تأتي قيمة هذا الكتاب في كونه يتجاوز الواقع المغربي ليُحلّل ويناقش واقع عيّنة مغربية مهاجرة مقيمة في ألمانيا من خلال التفكير عملية الاختلاف الثقافي، باعتبارها آلية منهجية للتفكير في مغاربة ألمانيا. وتحرص الكاتبة منذ الأوّل أنْ تُقدّم دراستها على أساس أنها بحث سوسيولوجي يفكّك موضوع الهجرة ويكشف عن بعضٍ من ملامحه. سيما وأننا بتنا في السنوات الأخيرة، نعاني من الغياب لهذا النوع من البحوث العلمية التي تترك المفاهيم والنظريات جانباً وتبحث لنفسها عن أفكار جديدة يُتيحها لها الواقع. إنّ السوسيولوجيا عمل ميداني بصفة مركزية، فكلّما توغّل الباحث في واقعه ونقّب عن شهاداته وأصّل روايات ضيوفه إلاّ وكان بحثه مميزاً وقادراً على الإتيان بجديد يُعوّل عليه من الناحية العلمية.

يقول الباحث السوسيولوجي عياد أبلال في تقديمه للكتاب بأنّ كتاب الباحثة يأتي « ليقدّم لنا رؤية سوسيولوجية عن طبيعة الهجرة المغربية في ألمانيا، حيث تمكنت بفضل خبرتها الإعلامية والاستقصائية للغريب الساكن في عتمات سوء الفهم الثقافي أنْ تقيس نبض الهجرة المغربية من خلال البحث في خصوصياتها الثقافية والاجتماعية مقارنة بهجرات أخرى، كما استطاعت بفضل الباحث في المدونة الألمانية حول الهجرة أنْ تستنطق تمفصلات الهوية والاندماج في السياق الألماني، مستندة في ذلك إلى دراسة ميدانية مزودة بعدة منهجية كيفية وجدت في المقابلة وتحليل الخطاب آليات منهجية مكنتها من استخراج ما خفي في صلب التجلي، محولة ثقافة الحس المشترك من معرفة يومية للمغاربة بواقع حياتهم في بلاد الغربة إلى معرفة علمية مسنودة بمفاهيم وإواليات تحليلية قادرة على تشكيل خطاب معرفي حول الهجرة والمهاجرين المغاربة ».

ويرى أبلال أنه « إذا كانت مفاهيم الإسلام، الغربة، الهوية، العادت والتقاليد، الذاكرة الجماعية من بين أهم المفاهيم المؤسسة لخطاب ماجدة بوعزة حول هجرة المغاربة، فإنها تتقاطع عملياً مع عدد من الدراسات الفكرية والعلمية حول الهجرة، التي تؤكد أن مسألة الهجرة والمهاجرين ليست بالأمر البسيط، بقدر ما هي مسألة شديدة الخصوصية والتركيب بالنظر إلى كون لقاء المهاجرين بمواطني بلد الاستقبال هو في العمق لقاء بين ثقافتين ».

تحرير من طرف أشرف الحساني
في 15/04/2025 على الساعة 08:30