يشارك في اللقاء مجموعة من الباحثات والأكاديميات المتخصصات في التاريخ والمرأة مثل وفاء المصمودي وبثينة الغلبزوري ولطيفة البوحسيني وسعاد زبيطة وماجدة الهاشمي. تأتي قيمة هذا اللقاء العلمي في كونه في كونه يُعيد لتفكير في المرأة لا من جانب حقوقي معاصر، بقدر ما يعود إلى التاريخ من أجل بناء سرديّة تاريخية أصيلة تحاول أنْ تقبض عن بعضٍ من ملامح الحركة النسائية ودورها في صناعة في تاريخ المغرب المعاصر. إذْ حرص بوتشيش في كتابه أنْ ينأى بنفسه على الطريقة التي عادة ما يُكتب بها التاريخ من خلال تمركزه على موضوعات بعينها وفي قوالب تبدو اليوم جاهزة وسبق أنْ كُتب فيها. لذلك فمثل هذه الدراسات تعطي للبحث التاريخي أفقاً مغايراً ومتنفساً كبيراً، بل تكون بمثابة إشارات ضوئية تُسلّط الضوء على الوضعية النسائية وتُعمّق النقاش في الموضوع، بعيداً عن الجانب القانوني وما يرافقه دائماً من جدل ونقاش داخل جمعيات المجتمع المدني.
يأتي هذا اللقاء في إطار انفتاح الجامعة على محيطها الخارجي من أجل توسيع دائرة النقاش وجعل الخارج يتصادى مع الداخل في إطار وحدة علمية متكاملة لا تقبل الحدود والسياجات، بقدر ما تجعل من السؤال المعرفي مشتركاً في تحقيق عملية التواصل والحوار. كما أنّ اختيار بوتشيش نابع من قناعة معرفية حول قيمة ما يكتبه وما ينحته من أفكار ذات صلة بتاريخ المغرب، انطلاقاً من مجموعة من القضايا التي كتب فيها على مدار سنوات اشتغاله باحثاً ومؤرخاً.
