لإلقاء الضوء على الموضوع من زاوية طبية، تحدثنا إلى الدكتورة سلمى بن يخلف، أخصائية في أمراض الغدد والسكري والتغذية، التي أكدت في تصريح لـle360، أن هذه الإبر لم تصمم أصلا لأغراض التخسيس، بل تم تطويرها خصيصا لتنظيم نسبة السكر في الدم لدى مرضى السكري.
وأوضحت الدكتورة بن يخلف أن هذه الإبر تعمل على محاكاة هرمون طبيعي في الجسم، هو مسؤول عن الإحساس بالشبع، ما يساهم في تقليل كمية الطعام المستهلكة. غير أن استعمال هذا النوع من الأدوية خارج إطار طبي، وبدون إشراف مباشر من مختص، قد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة.
وأضافت: « هذا دواء موجه لمرضى السكري فقط، ولا يجوز استعماله كحقنة للتخسيس. استخدامه بشكل غير مراقب يعد مخاطرة حقيقية »، وأشارت بن يخلف إلى أن بعض الحالات قد تتطور إلى مشاكل هضمية حادة، نزيف داخلي، التهاب في البنكرياس، خزل المعدة، وأحيانا إلى الوفاة.
وتابعت المتحدثة نفسها: « هؤلاء المرضى يستخدمون هذه الإبر أساسا من أجل ثلاث أهداف رئيسية: تنظيم مستويات السكر في الدم، تعزيز الإحساس بالشبع وبالتالي فقدان الوزن عند الحاجة، وحماية القلب والشرايين. إلا أن الخطورة تبدأ حين تحوّل هذه الأدوية إلى وسائل للتنحيف السريع لدى عامة الناس، دون إشراف طبي أو مبرر صحي« .
وفيما يتعلق بالمغرب، أوضحت الأخصائية أن « إبر التخسيس » غير متوفرة حاليا في السوق المحلية، وما يصرف في الصيدليات هو حصريا أدوية موجهة لعلاج داء السكري وتمنح بموجب وصفة طبية وتحت مراقبة طبية صارمة. وأشارت بن يخلف إلى أن بعض الأشخاص يحصلون على هذه الإبر من الخارج، مما يرفع من احتمال استخدامها بطريقة عشوائية وخطيرة.
وشددت الأخصائية على أن فئة محدودة جدا من الأشخاص غير المصابين بالسكري قد يكونون مؤهلين لاستعمال هذه الإبر، شرط أن يعانوا من سمنة مفرطة مترافقة مع أمراض مزمنة أخرى، وبعد فحوص دقيقة وإشراف مباشر من طبيب مختص في أمراض الغدد والتغذية.
وانتقدت الدكتورة بن يخلف بشدة الانتشار الواسع للمعلومات المضللة عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول هذه الإبر، مؤكدة أن « الاستشارة الطبية لا يمكن تعويضها بمقطع على تيك توك أو منشور على فيسبوك. من يقرر استخدام دواء يحتاج إلى تشخيص دقيق وتحاليل ومتابعة طبية مستمرة ».
ووجهت الأخصائية في ختام حديثها برسالة واضحة، قائلة: « لا تستهينوا بأدوية السكري ولا تستعملوها لأهداف جمالية أو رغبة في التنحيف السريع. السمنة مرض معقد وله مسارات علاجية متعددة، تبدأ دائما باستشارة الطبيب المختص. أما استخدام هذه الإبر دون ضوابط، فهو تصرف محفوف بالمخاطر ».
وأضافت: « إبر التخسيس غير متوفرة في المغرب، وممنوع على الأطباء وصفها لهذا الغرض. ما يباع حاليا هو دواء خاص بمرضى السكري فقط، وليس وسيلة للتنحيف ».