«اللحسة الصحراوية».. خلطة مجهولة تثير جدلا صحيا واجتماعيا

اللحسة الصحراوية

اللحسة الصحراوية

في 10/05/2025 على الساعة 21:29

عادت ما تُعرف بـ«اللحسة الصحراوية» لتشعل الجدل مجدداً على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد توقيف عدد من مروجيها، آخرهم صانعة محتوى شهيرة بمدينة إنزكان، متهمة ببيع مستحضرات غير مرخّصة تدّعي قدرتها على زيادة الوزن وتكبير مناطق معينة من الجسم الأنثوي.

العملية الأمنية الأخيرة كشفت عن مدى انتشار هذه الخلطات بين النساء، خصوصاً الشابات، في ظل سعي محموم لتحقيق مقاييس « جمالية » يفرضها المجتمع وتُروّج لها منصات التواصل. غير أن هذا التوجّه يطرح أسئلة مقلقة: ما هي حقيقة هذه الخلطة؟ وما الذي يدفع النساء لاستهلاكها رغم التحذيرات الطبية المتكررة؟

في تصريح خصّ به موقع Le360، حذّر الدكتور الطيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، من أن هذه الخلطات لا تعدو أن تكون مزيجاً خطيراً من مواد مغشوشة، تسوّق على أنها « طبيعية »، بينما تحتوي في الواقع على عقاقير قوية تُستخدم أصلاً لأغراض طبية أو في تسمين المواشي.

وأوضح حمضي أن « اللحسة الصحراوية » ظهرت بدايةً في بعض مناطق جنوب المغرب، حيث يُعدّ الامتلاء الجسدي معياراً جمالياً تقليدياً، خاصة لدى الفتيات المقبلات على الزواج. لكن الظاهرة، حسب قوله، تخطّت الحدود الجغرافية والثقافية، وانتشرت في مختلف جهات المغرب بل وحتى في بلدان عربية أخرى، مدفوعة بتأثير المنصات الرقمية.

وأضاف أن خطورة هذه الخلطات تكمن في احتوائها على مواد مثل « الديكساميثازون »، وهو دواء من فئة الكورتيكوستيرويدات يُستخدم طبياً لعلاج الالتهابات، غير أنه يؤدي إلى احتباس الماء والأملاح في الجسم، ما يمنح انتفاخاً زائفاً يُفسّر خطأً كزيادة في الوزن. الأدهى من ذلك، أن هذا العقار يُستخدم أيضاً في بعض مزارع المواشي لتسريع التسمين، رغم حظره دولياً للاستخدام الحيواني والبشري، نظراً لتسببه في أمراض خطيرة كداء السكري، وارتفاع ضغط الدم، والجلطات الدماغية والقلبية، إضافة إلى أمراض المفاصل والمناعة.

وشدد حمضي على أن التهديد لا يكمن فقط في التركيبة الخطرة، بل أيضاً في الطريقة التي تُروّج بها، إذ تُباع تحت غطاء « الطب الشعبي » أو « العلاج الطبيعي »، فيما تُخفى فيها أدوية خطيرة بوسائل تمويهية.

وختم المتحدث بتأكيد أن السعي لزيادة الوزن أو تغيير شكل الجسم ينبغي ألا يتم عبر مسالك مغشوشة تشكل خطراً مباشراً على صحة النساء، لافتاً إلى أن « المشكلة الحقيقية تكمن في ضغط معايير الجمال المصنّعة، التي تدفع كثيراً من النساء إلى الوقوع في فخ المنتجات المجهولة والثمن الصحي الباهظ ».

تحرير من طرف غنية دجبار
في 10/05/2025 على الساعة 21:29