وفي تصريح خاص لموقع Le360، كشف محمد مخشون، المدير الإقليمي للوكالة الوطنية للمياه والغابات بجرادة، تفاصيل الحادث والجهود المبذولة لإخماده، موضحا أن الإنذار الأول باندلاع الحريق ورد على مصالحهم في تمام الساعة السابعة وخمس وخمسين دقيقة مساءً (19:55).
وأضاف المدير الإقليمي في تصريحه: « فور تلقي الإشعار، تم التحرك الفوري والميداني لمصالح المياه والغابات، والوقاية المدنية، والقوات المساعدة، والدرك الملكي، والسلطات المحلية، مدعومين بعدة آليات »، مضيفا أن هذا التدخل السريع والمنسق " مكَّن من تطويق الحريق والسيطرة عليه بشكل كامل في نفس الليلة، وهو ما يعتبر إنجازاً بالنظر لطبيعة المنطقة الصعبة، وكثافة الغطاء النباتي المكون أساساً من نبات « الحلفاء » وأشجار الصنوبر الحلبي».
وأشار مخشون إلى عنصر مقلق في هذا الحادث، قائلا لـLe360: « ما يثير الانتباه ويدعو للريبة هو أن التحقيقات الأولية أظهرت أن الحريق قد تم إضرامه في تسع نقاط متفرقة داخل المجال الغابوي، وكانت هذه النقاط متباعدة عن بعضها البعض بأكثر من 500 متر، وتم إشعالها في نفس التوقيت تقريبا »، معتبرا أن « هذا الأمر يوحي بمحاولة متعمدة لتوسيع رقعة الحريق وإحداث أكبر قدر من الضرر ».
واستطرد المدير الإقليمي: « لكن، بفضل الله ثم بفضل الاستباقية وسرعة التجاوب والتنسيق المحكم بين مختلف المتدخلين، تمكنا من إحباط هذه المحاولة والحد من انتشار ألسنة النيران في وقت قياسي ».
وعن حجم الخسائر، أفاد المدير الإقليمي بأن المساحة المتضررة جراء الحريق بلغت حوالي 6700 متر مربع من الغطاء النباتي، موجها في ختام تصريحه الخاص لموقع Le360، تحية شكر وتقدير لكافة الفرق المتدخلة، ومنوهاً بكفاءتهم العالية وجهودهم الجبارة.
وجدد مخشون دعوته لعموم المواطنين ومستعملي المجال الغابوي إلى « توخي أقصى درجات الحيطة والحذر، والامتناع الكلي عن إشعال النار أو القيام بأي نشاط قد يشكل خطراً على منظومتنا البيئية الغنية »، مؤكدا على ضرورة التبليغ الفوري للمصالح المختصة عند ملاحظة أي مؤشر لحريق أو أي سلوك مشبوه داخل الغابات« ، ومشددا على أن حماية الغابات مسؤولية جماعية، داعيا الجميع للتكاتف من أجل الحفاظ على هذا الإرث الطبيعي الحيوي للأجيال القادمة.