وحسب ما عاينه مراسل Le360 في الميدان، نفذت أربع طائرات من نوع «كنادير»، تابعة للقوات المسلحة الملكية، نحو 74 طلعة جوية منذ اندلاع الحريق بعد ظهر أول أمس الاثنين.
وتركزت هذه التدخلات الجوية على تطويق ألسنة اللهب الممتدة لمسافة تناهز خمسة كيلومترات، للحيلولة دون وصولها إلى المحطة الحرارية المجاورة.
ورغم الرياح الشرقية العاتية، التي تجاوزت سرعتها 84 كيلومتراً في الساعة، تمكنت هذه الطائرات من إيقاف زحف النيران نحو غابة مجاورة قريبة من قنطرة تهدارت بالطريق السيار.
تعزيزات ميدانية
شهدت جهود الإطفاء تعزيزات كبيرة، حيث ارتفع عدد عناصر الفرق الأرضية إلى أكثر من 450 عنصراً، بعد تدخل وحدات من القوات المسلحة الملكية، التي انضمت إلى فرق الوقاية المدنية، القوات المساعدة، عناصر الإنعاش الوطني، وأعوان المياه والغابات.
وتمكنت هذه الفرق، صباح اليوم الأربعاء، من احتواء جزء كبير من الحريق، ومنع انتشاره إلى غابات أخرى مجاورة، رغم صعوبة التضاريس وكثافة الأعشاب التي أعاقت تحركات الفرق الأرضية.
ووفق مصادر مطلعة، فإن الرياح القوية زادت من خطورة الوضع، ما أدى إلى اتساع نطاق الحريق وتسببه في أضرار كبيرة بالغابة.
إتلاف 65 هكتارا من الغطاء الغابوي
كشفت معطيات خاصة أن الحريق التهم حتى حدود ظهر اليوم الأربعاء نحو 65 هكتارا من الغطاء الغابوي، أي ما يعادل نحو 40 في المائة من النباتات الثانوية بالمنطقة، في حصيلة مرشحة للارتفاع بالنظر إلى الظروف الجوية الصعبة واستمرار انتشار ألسنة اللهب.
لجنة أزمة
في إطار تعبئة مختلف المصالح المعنية، حلّ بموقع الحريق والي جهة طنجة تطوان الحسيمة، يونس التازي، إلى جانب عدد من المسؤولين المدنيين والعسكريين، للإشراف على تشكيل خلية أزمة مستعجلة تُعنى بتنسيق عمليات الإخماد، التي تقودها القوات المسلحة الملكية وفرق الوقاية المدنية، بدعم من السلطات المحلية.
وتبقى فرق التدخل في سباق مع الزمن لإخماد الحريق بشكل نهائي، في ظل ظروف مناخية غير مواتية وتضاريس وعرة تُعقّد المهمة.
