هذه الخطارات تعتبر نظاما فريدا للتدبير العقلاني للموارد المائية، ساهمت عبر مئات السنين في تأمين حاجيات سكان المنطقة من الماء خاصة خلال فترات الجفاف، وهي عبارة عن قنوات مائية على شكل رواق أفقي، تمتد لبضعة كيلومترات، وترتبط بالصهاريج، بهدف جمع المياه لفترة أطول، وتوزيعها بعد ذلك على الواحات، وفق نظام مائي يعد من أقدم الأنظمة المائية التي ابتكرها الإنسان.
وتنتهي كل خطارة عند مصبها بساقية رئيسية كبيرة، مقسمة إلى عدة سواقي ثانوية صغرى، وهذه الأخيرة هي التي تزود الحقول بالمياه، وفي حالة وفرة التساقطات المطرية يتم تصريف مياه الخطارة في ساقيتين أو ثلاث، تفاديا لغمر الحقول بالمياه وضياعها، أما في حالة الجفاف، فيتم تصريف مياهها في ساقية واحدة، مما يجعل من الخطارة نظاما هيدروليكيا واجتماعيا في الوقت نفسه، إذ بفضله تبقى الأراضي في هذه المناطق الجافة حيةً تقاوم الجفاف، وذلك نتيجة حنكة « الصرايفي »، وهو الشخص الملكلف بتقسيم الماء، إذ يتم تقسيم هذه المادة الحيوية بطريقة تقليدية، تعتمد على براعة « الصرايفي » وأمانته في تزويد المستفيدين كل واحد بحصته اليومية.
وقد تم إدراج هذا النظام المائي الفريد من نوعه والمستمر منذ قرون، ضمن ملف ترشيح « المهارات والمعارف التقليدية المرتبطة بالخطارات »، في لائحة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي عام 2019، كما أن توالي موجة الجفاف التي يشهدها المغرب في السنوات الأخيرة، أعادت إحياء نظام الخطارات، كخطوة لمواجهة شح التساقطات المطرية بالمنطقة.