بمناسبة تعيينه الملكي وتنصيبه، مساء يوم الخميس 14 نونبر 2024 بالرباط، مديراً عاماً للمعهد الملكي للبحث في تاريخ المغرب، كان لـLe360 هذا الحوار معه. إذْ يرى بوبريك مُجيباً عن سؤال المعهد ووظيفته بأنّ المؤسّسة «قديمة تم تأسيسها في سنة 2006 وتولى إدارتها وأشرف عليها الأستاذ محمّد القبلي، لكنْ في سنة 2021 أصبحت تابعة لأكاديمية المملكة المغربية في إطار حلّتها الجديدة بعدما كان مُشرفاً عليها الأستاذ محمد كنبيب. وعلى مدار تلك السنوات عملت على نشر مجموعة من الكتب وتنظيم ندوات والسهر على نشر المعرفة التاريخية التي تدخل من ضمن اختصاصات المعهد، أيْ نشر وتطوير المعرفة التاريخية بمُختلف الوسائل عبر نشر كتب والإشراف على دراسات وبرامج بحث والتوجّه إلى الشباب والأطفال ومحاولة اللجوء إلى كلّ الوسائل بما فيها المتاحف والمعارض، بل حتّى للناشئة وليس التركيز فقط على البعد الأكاديمي، رغم أهميته داخل المعهد والعناية بالبحث التاريخي حول تاريخ المغرب».
أما عن سؤال إمكانية كتابة تاريخ حول الصحراء المغربية ونحن نصطدم بالعديد من الكتابات الأجنبية في الموضوع، فيقول بأنّ الموضوع طُرح بإلحاح منذ عام 1956 حين أصبح المغرب يُطالب باستكمال وحدته الترابية حيث وجد نفسه أمام خصوم استعماريين إسبان وفرنسيين، ينازعون المغرب ويحاولون الاحتفاظ بمناطق وأجزاء من التراب المغربي. وهذا الأخير عمل في تلك الفترة على استكمال وحدته الترابية بالشرعية التاريخيّة لارتباط هذا المجال بالإمبراطورية الشريفة قبل الحماية عام 1912.
يُضيف بوبريك: «التاريخ حاضر بقوّة بالوثائق والظهائر، أيْ مجموع المصادر التي تؤكّد مغربية الصحراء. وقد ازدادت ضرورة اللجوء إلى التاريخ، حتّى في محكمة لاهاي حينما طرح المغرب قضية الصحراء في شتنبر من عام 1974 حيث صادقت عليها الجمعية العامّة. وفي سنة 1975 بدأ المغرب يهيئ ملفه حول الصحراء بناءً على الوثائق التاريخيّة. فمنذ البداية كان التاريخ والصحراء حاضران بالنسبة للمغرب. وللأسف الشديد، إذا كان بعض الخصوم يعتمدون فقط على 1960وقرارات الأمم المتحدة التي تظلّ حديثة، فيحاولون التركيز على مجال صوري قانوني وهو فيه نقاش كبير، ولكنّ الحقائق التاريخيّة تُخيفهم».
ويرى صاحب «المجتمع الصحراوي» بأنّ هذا الأمر هو ما قام به في كتاب الصحراء.. جذور صناعة استعمارية، حيث اعتمدت في كل مصادري على الأرشيفين الفرنسي والإسباني وقُمت ببناء سردية تاريخيّة وطنية تُحاول أنْ تُؤسّس أوّلاً لأسباب هذا المشكل المصطنع ولكنْ من خلال المصادر الأجنبية بتأويلها واستخدامها وتوظيفها حتّى تكون الوثيقة التاريخيّة الأجنبية إضافة نوعية إلى تلك المصادر ».
وتبرز قيمة البحث التاريخي الذي قدّمه « أوّلاُ في البحث عن الوثائق، بحكم أننا لم نكتشف كلّ ما كُتب عن الصحراء والبحث في الأرشيفات ليست فقط المكتوبة بل حتّى الصور والأفلام التي تؤكّد ما يوجد في الوثائق المكتوبة. لم نستغل كل ما هو مكتوب حول الصحراء، على الرغم من أنّ الأرشيفات موجودة سواء الدبلوماسية أو العسكرية، إذْ لم يتم إلى حدود الآن استثمار تلك الوثائق، لأنّ مرحلتي 1957 و1958 وجيش التحرير بإمكان أنْ تقضي أيام وأيام فقط من أجل قراءة تلك الوثائق ».