الجزائر: في خضم الإحاطة حول الصحراء بالأمم المتحدة، تبون يخرج إبراهيم غالي من سباته العميق

Le président algérien Abdelmadjid Tebboune et le chef du Polisario, Brahim Ghali, mardi 16 avril 2024 à Alger.

الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون وزعيم البوليساريو ابراهيم غالي، الثلاثاء 16 أبريل 2024 بالجزائر

في 16/04/2024 على الساعة 22:33

في الوقت الذي كان فيه مجلس الأمن يعقد في مقر الأمم المتحدة جلسة مغلقة لتقييم الوضع في الصحراء، لم يجد الرئيس الجزائري شيئا أفضل من دعوة زعيم ميليشيا البوليساريو الغائبة منذ فترة طويلة. مناورة لمحاولة لفت الانتباه إلى دمية يعرف المجتمع الدولي أنها أداة طيعة في يد نظام الجزائر.

من علامات الغباء اللعب بنفس الأوراق على أمل أن تكون رابحة. ومع ذلك، فهذا التعريف ينطبق على استراتيجية الجزائر التي، بالرغم من أنها تكشف يوميا أنها الطرف الرئيسي في الصراع حول الصحراء المغربية، تعتقد أنه من الأفضل تحريك دميتها، جبهة البوليساريو كما يحلو لها. فالميليشيا المسلحة وزعيمها إبراهيم غالي، الذين تجاوزتهم الأحداث، كانت غائبة تماما في الأشهر الأخيرة ـوالمفارقة أن غيابهما يعود إلى عرابهما الجزائري الذي يلعب الآن بوجه مكشوف. لكن هذا لا يهم، فالرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لا يزال يعتقد أنه يستطيع استخدامهما لإثارة إعجاب محيطه.

وهكذا، فإن الرئيس تبون، الذي يعد حلفاءه على طرف إصبع واحد –أي تابعه التونسي قيس سعيد– يستقبل مرة أخرى رئيس الجمهورية الوهمية، فقط من أجل الإثارة.

ففي قصاصة وجيزة، اقتصرت الوكالة الرسمية الجزائرية على الإعلان عن أن « رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، استقبل هذا الثلاثاء بالجزائر العاصمة رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية والأمين العام لجبهة البوليساريو السيد إبراهيم غالي ».

هل هناك قضايا استراتيجية وغيرها على جدول أعمال هذا الاجتماع الحاسم؟ لا يوجد شيء يقال على الإطلاق في الموضوع (أو اللاموضوع). مع ذلك تجدر الإشارة إلى أن « الاستقبال » تم بحضور رئيس الأركان سعيد شنقريحة ورئيس ديوان تبون بوعلام بوعلام.

وتجدر الإشارة أيضا إلى أن الدعوة يتم توجيهها وتنفيذها في نفس اليوم الذي تنعقد فيه جلسة مغلقة بمجلس الأمن بشأن الصحراء. اجتماع ستستمع خلاله الدول الأعضاء بالمجلس للعروض التي يقدمها المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دي ميستورا، والممثل الخاص للأمين العام في الصحراء ورئيس بعثة المينورسو، ألكسندر إيفانكو. ومن المفترض أن يقدم ستيفان دي ميستورا تقريرا عن تطور الصراع وسلسلة المشاورات التي أجراها مع جميع الأطراف المعنية.

وينعقد هذا الاجتماع هذه السنة بحضور الجزائر التي أصبحت عضوا غير دائم في مجلس الأمن منذ يناير 2024. وهذا بالتأكيد هو السبب الذي دفع تبون إلى إرسال وزير خارجيته أحمد عطاف إلى نيويورك هذا الثلاثاء.

رسميا، تهدف « زيارة العمل » هاته إلى « المشاركة في سلسلة اجتماعات وزارية حول القضية الفلسطينية ». لكن التوقيت ليس برئيا. والحقيقة أن عطاف يريد أن يكون هناك لمتابعة الإحاطة.

لكن يبقى أن نعرف كيف سيكون رد فعل الجزائر عندما نعلم أن موضوع هذا الاجتماع هو على وجه التحديد « دفع جميع الأطراف إلى طاولة المفاوضات »، حسبما أكدته هيئة الأمم المتحدة في بيان صحفي. وللسنة الثالثة على التوالي، يدعو مجلس الأمن الجزائر للمشاركة في مسلسل الموائد المستديرة. وكان التذكير الأخير أيضا بموجب القرار 2703، الذي تم اعتماده في 30 أكتوبر 2023 بأغلبية 13 صوتا وامتناع عضوين عن التصويت. فهل ستتمكن الجزائر من التهرب من مسؤولياتها إلى أجل غير مسمى، خاصة وأنها الطرف الرئيسي في النزاع، وباعتراف وسائل إعلامها، تعتبر الصحراء بالنسبة للطغمة العسكرية الجزائرية « مسألة أمن قومي ».

ما الذي يمنع، إذن، الجزائر من المشاركة في مسلسل الأمم المتحدة بدلا من المراوغة والتهرب من المسؤولية، وبسط السجادة الحمراء لزعيم الجمهورية الوهمية التي ليس لها لا شعب ولا دولة ولا عملة... والتي تعيش بأموال الشعب الجزائري الذي يصطف في طوابير طويلة للحصول على المواد الأساسية ويناجي السماء كل صباح من أجل أن يجود عليه الصنبور بقطرات ماء. كل ذلك يحصل في بلد غني بالنفط!

إن النظام الجزائري يعرف تمام المعرفة أن جلسة الإحاطة في نيويورك ليس حفلا. قد يقف عطاف طويلا في أروقة مقر الأمم المتحدة، لكنه لن يستطيع أن يفعل شيئا. لذلك، « في البلد الذي تسير فيه الأمور بالمقلوب » والتباهي، يحاول نقل الفرجة من نيويورك إلى الجزائر العاصمة. لكن حتى فيما يتعلق بهذا الأمر، فإن النظام الجزائري مخطئ: فليس على قادة الجزائر أن ينظروا نحو نيويورك، بل نحو الرباط. في العاصمة المغربية الجميلة، تم حسم مصير ملف الصحراء الغربية، وبالتالي مصير الكهول العاجزين الذين يحكمون الجزائر.

تحرير من طرف طارق قطاب
في 16/04/2024 على الساعة 22:33