"الناتو": المغرب نموذجي وهذا دوره في الحرب على "داعش"

DR

في 16/09/2014 على الساعة 20:28

أقوال الصحفعكست اليوميات، الصادرة غدا الأربعاء، اهتمام الحلف الأطلسي "الناتو"بتجربة المغرب التي وصفها بـ"النموذجية" في المنطقة العربية، وعبر الحلف عن دعمه لها، كما كشف الحلف عن أن المغرب هو سيد قراره في طبيعة المشاركة التي سيقدمها في الحرب الدولية على تنظيم "الدولة الاسلامية" في العراق وسوريا.

يومية "أخبار اليوم المغربية"، ليوم غد الأربعاء، في صفحتها الأولى، عنونت الموضوع بـ"هذه هي المهمة التي ينتظرها العالم من المغرب في الحرب على داعش"، وكشفت لها مصادر، من داخل مقر حلف الشمال الأطلسي ببروكسيل، عن طبيعة المهمة التي تنتظر العالم من المغرب الاضطلاع بها في الحرب الجديدة الشاملة ضد وجه جديد من أوجه الإرهاب والتطرف.

وقالت اليومية إن المهمة تتمثل، حسب ما استقته من دبلوماسيين بمقر الحلف، في إنجاح مشروعه الحالي الرامي إلى تقديم نموذج معتدل وديمقراطي لدولة إسلامية ديمقراطية تصبح قاطرة لباقي دول المنطقة.

وأضافت اليومية أنه بعد ما بات من شبه المؤكد غياب المغرب عن التحالف الدولي الذي سيشرع قريبا في شن حرب عسكرية شاملة ضد العراق والشام، فإنه أمام تكتم المسؤولين العسكريين والاستراتجيين ولجوئهم إلى أجوبة غير واضحة بخصوص طبيعة الدور الذي سيلعبه المغرب في الحرب المقبلة عسكريا، أو سياسيا أو استخباراتيا، كشف دبلوماسيون غربيون معتمدون لدى الحلف، عن المهمة الأساسية التي ينتظرون من المغرب القيام بها في محيط عربي وإسلامي يموج بالاضطرابات، وتتمثل في إنجاح مشروعه الحالي الرامي إلى تقديم نموذج معتدل وديمقراطي لدولة إسلامية ديمقراطية تصبح قاطرة لباقي دول المنطقة.

وعرضت اليومية تصريحات لكل من السفير البرتغالي والسفير الإسباني لدى الحلف الاطلسي، حيث اتفقا على أهمية أن ينجح المغرب كنموذج إسلامي لباقي الدول، وأن المغرب هو الذي بيديه اختيار نوعية طبيعة الدور الذي يمكن أن يلعبه في الحرب ضد "داعش"، انطلاقا من مصالحه الأمنية، ويقول دبلوماسي إن "المغرب لن يكون عضوا في الحلف الجديد، ونحن لانفرض شيئا معينا، ولا نطلب من الدول أشياء محددة، بل نتلقى طلبات ونبت فيها".

وتؤكد اليومية أن جميع خبراء ومسؤولي حلف شمال الأطلسي أشادوا بالدور الكبير الذي لعبه المغرب في حملة الحلف ضد نظام معمر القذافي في ليبيا، حيث قدم دعما سياسيا كبيرا، وشارك في غرفة العمليات التي قاد من خلالها مجلس حلف شمال الأطلسي الضربات الجوية التي أفضت إلى سقوط نظام العقيد، ثم مقتله.

أما يومية المساء فقد عنونت الموضوع في صفحتها الأولى بـ"مخاوف من الإرهاب يدفع المغرب إلى مضاعفة مشاركته في أنشطة حلف الأطلسي"، وقالت إن مسؤولين بحلف شمال الأطلسي كشفوا على أن مشاركة المغرب في أنشطة الحلف عرفت ارتفاعا ملحوظا في سنة 2013، لتصل إلى 59 نشاطا، كما أشاد دبلوماسيون معتمدون في الحلف بنهج الإصلاحات التي باشرها المغرب في مجالات متعددة وبتسامحه الديني الذي يجعله نموذجا في منطقة غير مستقرة.

وكشف "هنري لامبري" مسؤول عسكري بالحلف خلال لقاء مع وفد إعلامي مغربي، أول أمس الاثنين، بمقر الحلف ببروكسيل، عن رفع المغرب مشاركته في أنشطة الحلف السنة الماضية، ووصف تتعاون المغرب بـ"المتميز".

وفي موضع آخر، كشف رئيس قسم الدول المعنية بالحوار المتوسطي ومبادرة إسطنبول للتعاون في الحلف، أن الحلف مستعد لتقديم المساعدة للمغرب في إزالة الألغام مستدركا أن السلطات المغربية هي من عليها طلب ذلك من الحلف، وذلك ردا عن استفسار حول موضوع الألغام المنتشرة في عدد من المناطق المغربية.

وحسب اليومية ذاتها فإن مسؤولين بالحلف أشاروا إلى أن قرار مشاركة المغرب في الجبهة الدولية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق وسوريا "داعش" يبقى في يد المسؤولين المغاربة، إذ أن المغرب له الكلمة الفصل في الانخراط في قتال التنظيم.

يومية الاحداث المغربية من جانبها، اكتفت بإبراز الموضوع والحديث عنه من خلال عناوين كبيرة في الصفحة الأولى، ونشرت المادة الخبرية في الصفحة الثامنة، حيث كتبت "حلف شمال الأطلسي يعتبر المغرب شريكا استراتجيا في مواجهة التحديات الأمنية" وأضافت في عنوان ثان "الناتو: نمنح المغرب أولوية "الاقتراح" في حل الأزمات الدبلوماسية والعسكرية".

وفي صفحة كاملة، عرضت اليومية، وبالصور، التحديات الأمنية الجديدة، التي تفرض على "الناتو" البحث الدائم عن الشركاء الجدد، وكشفت عن تصريح لمسؤول عسكري بالحلف الذي قال إن التحالف مع المغرب يقتضي الانفتاح عليه، والاستفادة من تجاربه الجهوية والإقليمية.

وذكرت اليومية أن من بين التحديات الأمنية الجديدة للحلف، توجد الهجمات المعلوماتية على رأس القائمة الطويلة لهذه التحديات، والتحولات المناخية، والإرهاب النووي والبيولوجي.

"التجربة المغربية"

اهتمام حلف "الناتو" والمسؤولين الأوربيين بالتجربة المغربية، والحديث عن دعمها، ينبغي أن يستتمر من طرف المسؤولين الحكوميين، الاستثمار السليم، خصوصا باعتبار المملكة نموذجا في الاستقرار والتنمية والتغيير الهادئ، وفي دمج الإسلاميين "المعتدلين" في الحكم. وهي مكاسب لها ثمنها الاقتصادي بجلب الاستثمارات، خصوصا إذا تم "تسويق" هذا النموذج بالشكل الأمثل.

وانخراط المغرب في الحرب على الإرهاب، وتبنيه لإسلام معتدل ومنفتح، بإشعاع إفريقي كبير، خصوصا في منطقة الساحل والصحراء، خطوات لا يمكن أن ينظر إليها الحلف الأطلسي إلا بما تستحقه من احترام وتقدير.

تحرير من طرف عبد الواحد
في 16/09/2014 على الساعة 20:28

مرحبا بكم في فضاء التعليق

نريد مساحة للنقاش والتبادل والحوار. من أجل تحسين جودة التبادلات بموجب مقالاتنا، بالإضافة إلى تجربة مساهمتك، ندعوك لمراجعة قواعد الاستخدام الخاصة بنا.

اقرأ ميثاقنا

تعليقاتكم

0/800