وألقى النائب المحافظ كريس فيلب خطابا مطولا، مدعوما بإحصائيات، عبّر فيه عن موقفه الرافض للوضع الحالي للهجرة، منتقدا فشل الحكومات المتعاقبة، بما فيها الحكومة الحالية، في تقليص أعداد المهاجرين.
وقال فيلب: « لقد فشلت الحكومات المتعاقبة، طوال عقود، في تقليص حجم الهجرة. لقد آن الأوان لتلبية تطلعات الشعب البريطاني. قدمنا مشروع قانون للهجرة والتأشيرات يتضمن خطة جدية وواقعية لمعالجة هذا الملف ».
ومن أجل دعم مقترح مشروع القانون المتشدد هذا، ربط كريس فيلب بين معدلات الجريمة وجنسيات المهاجرين، مستعرضا ثلاث جنسيات قال إنها تتصدر نسب ارتكاب أنواع محددة من الجرائم.
وأوضح، انطلاقا من الدقيقة 3.38 من مداخلته، أن «بعض فئات المهاجرين تُظهر معدلات جريمة مرتفعة جدًا مقارنة بغيرهم».
وأشار أولا إلى أن الأفغان «أكثر عرضة بـ20 مرة لارتكاب الجرائم الجنسية مقارنة بالمعدل العام»، ثم جاء في المرتبة الثانية مواطنو الكونغو، الذين قال إنهم « أكثر عرضة بـ12 مرة لارتكاب أعمال عنف ». وفي المرتبة الثالثة، ذكر فيلب أن « الجزائريين أكثر عرضة بـ18 مرة لارتكاب السرقات »، وفقًا لإحصائيات قال إنها موثقة.
الجزائر.. منتهى شبكة ضخمة لتهريب الهواتف المسروقة من بريطانيا
الإحصائيات التي استند إليها النائب المحافظ ليست وليدة اللحظة، بل تتقاطع مع تحقيق صحفي نشرته صحيفة The Sunday Times البريطانية في مارس 2024، ونقل مضمونه موقع Le360، حول ظاهرة سرقة الهواتف المحمولة، التي باتت مصدر قلق متزايد في المملكة المتحدة.
وكشف التقرير أن 230 هاتفا تعرض للسرقة يوميا في بريطانيا خلال عام 2023، ما يمثل ضعف المعدل المسجل قبل خمس سنوات. ووصفت الصحيفة الظاهرة بأنها « وباء تغذّيه الجريمة المنظمة »، مشيرة إلى أن السوق السوداء للهواتف المسروقة تُقدّر قيمتها بنحو 50 مليون جنيه إسترليني سنويا.
لكن أبرز ما كشف عنه التحقيق هو الوجهة النهائية لهذه الهواتف. فقد أظهرت تحليلات الشرطة البريطانية، بناء على بيانات تحديد المواقع لآلاف هواتف « آيفون » المسروقة في لندن، أن 80% من هذه الأجهزة تعيد الاتصال بشبكات الهاتف من خارج البلاد، وعلى رأس القائمة جاءت الجزائر بنسبة 28% من حالات إعادة الاتصال، تليها الصين (20%)، هونغ كونغ (7%)، الولايات المتحدة (6%)، وباكستان (3%).
إقرأ أيضا : تواطؤ النظام والدعارة في الجزائر: اقتصاد سري يقتات منه أربعة ملايين جزائري على الأقل
هذا التحقيق الذي أُجري من لندن حتى سوق بلفور في ضواحي الجزائر، حيث يتم تصريف الأجهزة المسروقة، سلط الضوء على فساد الجمارك الجزائرية، التي بدون تواطئها لا يمكن أن تحدث هذه التجارة. كما نبّهت الصحيفة إلى أن هذه الشبكات لا تضم أفرادا معزولين، بل تعمل ضمن منظومة إجرامية منظمة تديرها عصابات جزائرية مقرها المملكة المتحدة.
وفي السياق ذاته، ذكرت الصحيفة أن « عصابة جزائرية أُدينت العام الماضي بعدما ضُبطت وهي تخزن مئات الهواتف المسروقة ملفوفة بورق الألمنيوم »، وكانت تعمل بالتنسيق مع لصوص جيوب، لسرقة الهواتف ثم فك شفراتها واستخدامها في التسوق أو الحصول على قروض احتيالية، في جرائم وصلت قيمتها الإجمالية إلى أكثر من 5 ملايين جنيه إسترليني (حوالي 63 مليون درهم مغربي).
وجاءت تصريحات كريس فيلب في وقت لا تزال فيه الصحافة البريطانية منشغلة بحادثة جديدة تورّط فيها مهاجر سري جزائري يبلغ من العمر 41 عاما، حُكم عليه مؤخرا بالسجن لمدة سنتين وأربعة أشهر من قبل محكمة « كراون كورت » بلندن، بسبب.. سرقة حقيبة تحتوي على مواد فاخرة ومجوهرات تُقدر قيمتها قيمتها بـ250 ألف جنيه إسترليني، تعود لزوجة سائق الفورمولا 1 السابق جنسون باتون، وذلك في فبراير الماضي أمام محطة « سانت بانكراس» في لندن، إضافة إلى تورطه في سرقة مماثلة عام 2024.
وأكدت الصحافة البريطانية أنه سيُرحل إلى الجزائر بعد انقضاء فترة محكوميته، في انتظار ما إذا كانت السلطات الجزائرية ستوافق على استقباله، أم ستتجاهل الأمر، كما دأبت على فعله في حالات مشابهة تتعلق بمواطنين جزائريين صدرت بحقهم قرارات طرد من فرنسا.
النظام ينتج ملايين اللصوص والعاهرات
في جميع بلدان العالم، من المعروف أن الهجرة الجزائرية تنتج أشخاصا غير مهتمين بفضائل العمل. الجزائر، بلد غازي ونفطي، يعيش من الريع دون إنتاج أي ثروة. وقد اتخذ ولي العهد والرجل القوي في المملكة العربية السعودية، محمد بن سلمان، الجزائر كمثال واضح لدحض الفكرة المسبقة التي تقول إن البلدان التي تملك ثروات أحفورية ستكون غنية. لقد ذكر تحديدا حالة الجزائر ليؤكد أنه يمكن أن يكون لديك نفط وغاز وتكون بلدا فقيرا.
الريع المعمم من قبل نظام الجزائر نشر الكسل وأفسد قيم العمل. لدرجة أن هذا البلد يستورد عشرات الآلاف من البنائين لبناء الطرق السريعة والمباني، بينما البطالة بين الشباب تتجاوز 39%. لا يوجد بلد في العالم يستعين بعمال موسميين جزائريين، لأن لديهم سمعة بأنهم ليسوا مؤهلين للعمل.
النتيجة: نسب مهمة جدا من السكان تنخرط في الإجرام والدعارة. في كتاب «الداء الجزائري»، وهو كتاب موثق جدا، يقدم بيانات لا تقبل الجدل حول الجزائر، يؤكد مؤلفاه جان لويس لوفيت وبول توليلا، بناء على دراسات ميدانية، أن 4 ملايين جزائري يعيشون من الدعارة.
إقرأ أيضا : «الداء الجزائري».. كتاب مثير لخبيرين فرنسيين يكشف أعطاب النظام الجزائري
الدعارة منتشرة في كل مكان في الجزائر. تزدهر في المنتجعات الساحلية، مثل تيشي (منطقة بجاية)، ولكن أيضا في المدن الكبرى والمدن متوسطة الحجم، مثل الجزائر العاصمة ووهران وبجاية وعنابة وتلمسان وسطيف وبرج بوعريريج، إلخ.
يكتب مؤلفا «الداء الجزائري» في هذا الموضوع: « في عام 2007، أفاد تقرير من معهد الاستطلاعات الجزائري عباسة، المتخصص في الاستطلاعات الاجتماعية، بوجود حوالي 1.2 مليون عاهرة سرية في الجزائر، كل واحدة تعيل على الأقل ثلاثة أشخاص من حولها، مما يعطي رقما يزيد قليلا عن 4 ملايين شخص يعيشون من هذا النشاط.»
مهما كرر نظام الجزائر في وسائل الإعلام العامة دعاية لا تستند إلى الواقع، فإن الجزائريين يعرفون جيدا أن قادتهم لم يؤهلوا ملايين الأشخاص إلا للسرقة أو الدعارة. وهذا أمر مذهل لبلد يقال إنه غازي ونفطي.