وتكشف هذه الأرقام، التي أوردتها منصة «الماء ديالنا»، التابعة لوزارة التجهيز والماء واللوجستيك، عن تفاوت واضح بين الأحواض المائية بالمملكة، ما يعكس تأثير تباين التساقطات وظروف الاستغلال الجهوي، حيث سجل حوض أم الربيع أدنى نسبة ملء، بلغت 9%، بمخزون مائي يناهز 446.2 مليون متر مكعب، رغم امتلاء بعض السدود الصغيرة مثل سيدي إدريس بنسبة 85%، وآيت مسعود بـ82%، فيما بقيت سدود كبرى مثل المسيرة عند 2% فقط، وبين الويدان بـ14%.
في المقابل، عرف حوض اللوكوس وضعا أفضل نسبيا بنسبة ملء بلغت 45.5%، بما مجموعه 870.9 مليون متر مكعب، بفضل سدود كبرى مثل واد المخازن بنسبة 73%، والشريف الإدريسي بـ82%، أما حوض سبو فبلغت نسبة الملء فيه 40.7%، محتفظا بمخزون مهم يناهز 2261 مليون متر مكعب، تتصدره منشآت ضخمة كسد الوحدة بنسبة 42%، وإدريس الأول بـ33%.
وسجل حوض ملوية نسبة 27.7% بمخزون يقدر بـ199 مليون متر مكعب، مع امتلاء سد على واد زا بالكامل بنسبة 100%، مقابل ضعف في سدود أخرى كالحسن الثاني بنسبة 15%، ومحمد الخامس بـ20%، فيما أظهر حوض أبي رقراق أفضل أداء نسبي بنسبة ملء بلغت 63.5%، تعود أساسا إلى سد سيدي محمد بن عبد الله الذي تجاوز 67%.
أما في المناطق الشرقية والجنوبية، فقد حقق حوض كير-زير-غريس نسبة 47.7%، بإجمالي 256.4 مليون متر مكعب، بينما بلغ حوض تاسيفيت 37.1%، مع تفاوت واضح بين سدوده، من بينها سيدي امحمد بن سليمان الجزولي بنسبة 74% ومولاي عبد الرحمان بـ48%.
وفي الجنوب، لم تتجاوز نسبة ملء حوض سوس ماسة 16.3% بإجمالي 119.4 مليون متر مكعب، رغم بلوغ بعض السدود كمولاي عبد الله وأولوز نحو 35%، في حين سجل حوض درعة واد نون نسبة 28.3%، بمخزون يقدر بـ297 مليون متر مكعب، يتصدره سد منصور الذهبي بنسبة 38%.
وتعكس هذه المؤشرات، حسب متخصصين، استمرار الضغط المائي في عدد من المناطق، خصوصا بالأحواض الداخلية والجنوبية، ما يبرز الحاجة إلى تعزيز سياسات ترشيد المياه وتعبئة الموارد غير التقليدية لمواجهة التحديات المناخية المتزايدة.
