ويأتي هذا المشروع ضمن الركائز الأساسية للنموذج التنموي المخصص للأقاليم الجنوبية، حيث يُرتقب أن يلعب دورا حيويا في تخفيف الضغط عن المستشفى الجهوي الحالي، لا سيما في سياق يشهد فيه القطاع الخاص الصحي بالمنطقة توسعًا ملحوظًا.
مشروع هيكلي بامتياز
المركز الاستشفائي الجامعي، الذي يجري تشييده بمحاذاة كلية الطب والصيدلة وطب الأسنان في حي 25 مارس شمال شرق المدينة، يُعد أحد أبرز المشاريع الصحية العمومية بالجهات الجنوبية الثلاث. ومن المرتقب أن يشكل قاطرة لتوسيع العرض الصحي الأكاديمي والاستشفائي، خاصة في ظل النمو الديمغرافي والعمراني المتسارع الذي تعرفه مدينة العيون.
كما سيُساهم هذا الصرح الطبي، وفق المعطيات المتوفرة، في تقليص حالات تنقل المرضى نحو المدن الكبرى مثل أكادير ومراكش والدار البيضاء والرباط، مما سيخفف من الأعباء المادية والمعنوية التي تتحملها الأسر في سبيل تلقي العلاجات المتقدمة.
استثمار ضخم وتكنولوجيا حديثة
وفي تصريح خص به موقع Le360، أكد الحسين الموش، أحد المسؤولين عن المشروع، أن تكلفة هذا المستشفى الجامعي بلغت 1,2 مليار درهم، مشيرًا إلى أن المرفق يشيد على مساحة إجمالية قدرها 18 هكتارًا، نصفها تقريبًا مغطاة.
ولفت إلى أن المشروع سيضم تخصصات طبية متنوعة، من بينها الطب النووي، الذي يُستخدم فيه الإشعاع الطبي وتقنيات التصوير المتقدمة للكشف عن الأمراض الداخلية وعلاجها، عبر كاميرات عالية الدقة وتقنيات حديثة تُستخدم لأول مرة في الجنوب، ما يجعل منه أول مستشفى من نوعه في هذه الجهة.
مراحل متقدمة وأشغال ليلية
في ما يخص تقدم الأشغال، أشار المتحدث إلى أن المشروع دخل مرحلة الإنهاء الداخلي، حيث تجري حاليًا أشغال الصباغة، التبليط، والتغطية، إلى جانب استكمال المرافق الخارجية، مع الالتزام التام بالمعايير التقنية والجودة المطلوبة دوليًا، رغم عدم تحديد موعد رسمي للافتتاح بعد.
أشغال تشييد المستشفى الجامعي بالعيون (حمدي يارى / Le360). le360
وأكد أن هناك حرصًا كبيرًا من الوزارة والسلطات المحلية على استكمال المشروع في أقرب الآجال، استعدادًا لافتتاحه الرسمي، المنتظر أن يتزامن مع احتفالات الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، أي مع نهاية السنة الجارية، بحسب تصريح سابق لوزير الصحة والحماية الاجتماعية، خالد آيت الطالب، خلال زيارته للمشروع قبل تسعة أشهر.
نحو منظومة صحية عمومية متقدمة
من المرتقب أن يشكل المستشفى الجامعي الجديد بالعيون نقلة نوعية في العرض الصحي بالأقاليم الجنوبية، ليس فقط على مستوى الخدمات الاستشفائية، بل أيضًا في مجال تكوين الأطر الطبية وتعزيز البحث العلمي في الطب، بما ينسجم مع الرؤية الملكية لتنمية الصحراء المغربية على جميع المستويات.