أقل من 48 ساعة تفصلنا على عيد الأضحى، أسواق الأغنام مازالت مكتظة، ومواطنون يتجولون هنا وهناك بين الأكشاك والحظائر بحثا عن أضحية تملأ أعينهم وتراعي قدرتهم الشرائية، منهم من اتخذ هذه الخطوة أملا في انخفاض أسعار الأغنام، ومنهم من كانت له التزامات أخرى حالت دون استطاعته التجول بأسواق الأغنام منتظرا عطلة نهاية الأسبوع.
وحسب أرقام رسمية كشفها بحث ميداني أنجزته وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، حول عيد الأضحى الماضي (1444 هجرية)، فإن 24 في المائة من المواطنين يقتنون الأضحية قبل يوم أو يومين من عيد الأضحى، فيما يقتنيها 49 في المائة خلال فترة تتراوح بين 3 و 7 أيام، و27 في المائة يقتنونها قبل أكثر من أسبوع.
إقرأ أيضا : «اللهفة» ترفع أسعار الأضاحي إلى مستويات قياسية بالدار البيضاء
الضغط تزايد
يتزايد الضغط خلال اليومين الأخيرين قبل عيد الأضحى سواء على البائع أو المشتري، وفق ما أكده عدد من بائعي الأغنام والمواطنين الذين استقينا آراءهم. فالأول يفكر كيف يسوق أغنامه خوفا من المصاريف التي سيتكبدها خلال عام مصيره مجهول بفعل التغيرات المناخية وتوالي الجفاف إلى جانب غلاء الأعلاف، والثاني همه الوحيد العثور على أضحية تراعي جيبه لإدخال البهجة على أسرته وإحياء السنة.
أنواع الأغنام المعروضة بأسواق الماشية بالدار البيضاء. LE360
يقول مراد وهو بائع أغنام بمديونة: « الاكتظاظ الذي تعرفه أسواق الأغنام خلال اليومين الأخيرين يساوي ذلك المسجل طوال الأسبوع الأخير».
وأضاف المتحدث في حديث مع Le360: « ببساطة لأن العديد من المستهلكين يعتقدون أن الكسابة سيسعون للتخلص من الأضاحي المتبقية قبل حلول يوم العيد، مما قد يدفعهم إلى تخفيض الأسعار لتفادي الخسائر».
وتابع: « هناك بالفعل من يفكر بهذه الطريقة خوفا من مصاريف العلف والأدوية التي ترتفع سنة بعد أخرى لكن هناك عدد كبير من الكسابة يفضل الاحتفاض بأغنامه عوض تكبد خسارة مضاعفة».
بدوره أكد سعيد وهو كساب وبائع أغنام، بأن الانتظار حتى اللحظات الأخيرة يتسبب أحيانا في زيادة العرض مقابل الطلب، مما يمكن أن يدفع الأسعار إلى الانخفاض فعلًا، لكن أحيانا يقع العكس فعدد من تجار الأغنام القادمين من مناطق بعيدة لا ينتظرون حتى ليلة العيد بل يغادرون يوما أو يومين قبل العيد بالتالي نتحدث عن تراجع العرض مقابل الطلب وهنا يمكن أن نواجه ارتفاعا غير مسبوق في الأسعار ».
إقرأ أيضا : أسعار الأغنام المستوردة من إسبانيا تلهب جيوب المواطنين بالدار البيضاء
من جانبه قال أحد المواطنين الذي التقيناه بإحدى الأسواق ضواحي الدار البيضاء، بأن هذه السنة « هناك ميلاً متزايدًا بين المواطنين لشراء الأضاحي في اللحظات الأخيرة، تحديدًا قبل يوم أو يومين من تاريخ العيد، على أمل انخفاض الأسعار التي ارتفعت بشكل كبير ».
وأضاف المتحدث: « بصراحة أنا أفضل كل سنة شراء الأضحية قبل يوم من العيد، بداية لأني لا أملك مكانا في المنزل كي أحتفظ بها وليست لي القدرة لتحمل مصاريف إضافية كالإيواء في المجازر أو « فنادق الخرفان »، ثم لأني أقول أن الأسعار يمكن أن تتراجع »، مشيرا إلى أنها تتراجع بالفعل في بعض السنوات وتشتعل في أخرى « أنت وزهرك ».
وقال مواطن آخر، « أنا أفضل اقتناء الأضحية قبل أسبوع تقريبا كي يبقى بالي مرتاحا لكن هذه السنة اخترت التأني إلى اليوم ما قبل الأخير أملا في انخفاض الأسعار قليلا لأنها وبصراحة كانت مبالغ فيها بشكل كبير وقهرت المواطن البسيط».
وأضاف: « للأسف اليوم لم يتبقى سوى يوم واحد والأسعار على حالها لم تتغير أبدا بل زاد التخوف من إمكانية ارتفاعها ».
كيف هي وضعية الأسواق اليوم؟
وفق ما استقيناه من عدد من بائعي الأغنام بأسواق (سطات، برشيد، مديونة، الدار البيضاء)، وعدد من مستوردي الأغنام، فلم تعرف الأسعار أي تراجع.
وتتراوح أسعار الأغنام المحلية بين 3500 درهم و 8000 درهم فأكثر، والمستوردة بين 1800 درهم و 3000 درهم.
وبالكيلوغرام، يبلغ سعر الصردي، المعروف بجودته العالية، حوالي 82 درهما للكيلوغرام الواحد، في حين أن سعر البرجي، المعروف بلذة لحمه، يبلغ 75 درهما للكيلوغرام الواحد. أما السلالات المستوردة، فتباع ب65 درهما للأغنام ذات القرون، و60 درهما للأغنام عديمة القرون « فرطاس».
وتتراوح أسعار الأبقار بين بين 15 ألف و 20 ألف درهم، والماعز بين 800 و 2000 درهم.
ووفق ما أكده مراسلونا بمختلف جهات المملكة، فالأسعار بأسواق الأضاحي مازالت مشتعلة لحدود الساعة.