يرصد هذا الكتاب تاريخ الكاريكاتير السياسي في علاقته بالصحافة ولذلك بحكم أنّ هذه الأخيرة كانت دائمة سنداً لهذا الشكل الفني التعبيري الذي يبرز على سطح الجرائد ويلعب دوراً كبيراً في تقديم المعلومة، لكنْ بطريقةٍ ساخرة تجد ملامحها في الفنّ. فهذا الشكل التعبيري وجد ضالته بالجرائد المغربية، خاصّة في فترة عرفت حراكاً سياسياً كبيراً وتجاذباً بين الأحزاب فيما بينها ليكون الكاريكاتير بمثابة السلاح الرمزي بين الفنانين داخل عدد من الجرائد ذات النفس الحزبي. تأتي قيمة هذا الكتاب في كونه من المؤلفات المغايرة التي يصعب العثور عليها، بحكم الإمكانات التي يحبل بهذا الموضوع ودور الكاريكاتير في التعبير بطريقة فنية وساخرة ومؤثرة في المتلقي. وبالنّظر إلى عدد من النماذج الفنية المتوفرة في هذا الصدد، فإنّ أغلبها ذات أبعاد سياسية تسخر من الحكومة أو من أحزاب أو شخصيات سياسية وغيرها.
يقول الكتاب عن كتابه الجديد: «هذا الكتاب يضم مجموعة من المقاربات والبورتريهات والسرديات الذاتية القصيرة الخاصة بفنانين الكاريكاتير، كتبتها في مراحل متباعدة زمنياً، بضعها سبق نشره وبعضها يطلع عليه القراء لأوّل مرة. والكتاب مهدى إلى كل الرسامين المشاغبين بريشاتهم وسخريتهم المبطنة وحسّهم السياسي اللاذع. ويتضمّن تعريفات بهم وإضاءات على مساراتهم واستحضارا لنماذج من منجزهم الفني، كما جاء في التقديم».
من ثم يعتبر الضبار كتابه «محاولة متواضعة للتوثيق أروي فيه بمداد المحبة حكايات أصدقائي الرسامين، كيف ارتبطوا بالكاريكاتير ودافعوا عن حرية التعبير وكيف تعرض بعضهم للمضايقات والمحاكمات وخاصة في سنوات الجمر والرصاص».
