وفي هذا السياق، أكد عمرو الهواري، رئيس فيدرالية جمعيات إقليم جرادة ومدير المهرجان، على الدور المحوري للمسرح في تنمية قدرات الأطفال وإثراء خيالهم، مشيرا إلى أن دورة هذه السنة تميزت بتنظيم كرنفال خاص بالأطفال، شهد مشاركة لافتة من مؤسسات تعليمية متعددة، حيث جاب أكثر من 600 طفل وطفلة شارع الحسن الثاني، مضفين على الحدث طابعا احتفاليا بهيجا عكس حيوية المهرجان وتفاعله مع المجتمع المحلي.
وفي لفتة تقدير لمسيرة العطاء، كرّم المهرجان هذا العام أسماء لامعة في عالم المسرح المغربي، شملت الفنانة القديرة بشرى أهريش، والفنان المتميز ميلود الحبشي، كما شمل التكريم فنانين من إقليم جرادة، هما عبد العزيز الطيبي ومحمد الرحموني، اللذين قدما إسهامات جليلة للفن في المنطقة.
وتستضيف الدورة الحالية فرقا مسرحية من فرنسا، وإسبانيا، وليتوانيا، مما يضفي بُعداً دوليا على الفعاليات، بإلإضافة إلى مشاركة فرق وطنية من مدن شفشاون، وفاس، وتازة، ووجدة، وكذا فرقة محلية من جماعة عين بني مطهر، مما يعكس التنوع والثراء الثقافي الذي يسعى المهرجان لترسيخه.
وأوضح الهواري أن إدارة المهرجان حرصت هذا العام على كسر النمط التقليدي في حفل الافتتاح، حيث تم تأطيره بالكامل من قبل الأطفال بنسبة 100%، سواء في التنشيط أو تقديم الفقرات المسرحية، كما تم التركيز على اختيار فرق مسرحية تضم أطفالا كممثلين، بدلاً من الاعتماد على الكبار لأداء أدوار الأطفال، وهو ما يمنح التجربة المسرحية أصالة وتفاعلية أكبر.
وأكد مدير المهرجان أن هذا الحدث أصبح موعدا ثقافيا ينتظره سكان الإقليم بشغف، نظرا لكونه المتنفس الفني والثقافي الأبرز في المنطقة، مشيرا إلى أن المهرجان يسعى ليس فقط لتقديم عروض مسرحية متميزة، بل أيضا إلى جلب فرق دولية ووطنية لتعريفها بمميزات إقليم جرادة، وتعزيز الحراك الثقافي فيه.
من جانبه، عبر الفنان ميلود الحبشي، أحد المكرمين في هذه الدورة، عن سعادته الغامرة بهذا التقدير، معتبراً لحظات التكريم من أجمل محطات حياة الفنان، فهي تعكس تقدير المجتمع لإبداعه وعطائه المستمر.
وقال: « أشعر بالسعادة لوجودي في هذا الحدث المتميز، خاصة أنني أُكرَّم اليوم تقديرا لمسيرتي الفنية »، معتبرا أن استمرار هذا المهرجان حتى دورته الثانية عشرة ليس بالأمر السهل، «بل هو دليل على نجاحه ومكانته الفنية المرموقة، وأتمنى له المزيد من الاستمرارية والتألق».
وأضاف الحبشي: « أشكر القائمين على المهرجان، الذين اختاروا الاهتمام بالطفل كمحور أساسي، هذا الفن ليس مجرد ترفيه، بل هو وسيلة للتربية والتوعية وتنمية الذوق الفني والثقافي، وهو ما يجعل مسرح الطفل من أصعب أنواع المسرح، لما يتطلبه من محتوى عميق وملائم لمخيلة الأطفال».
واختتم الحبشي حديثه بالتأكيد على أن «الاهتمام بالطفل يعني الاهتمام بمستقبل الوطن، ولهذا فإن توفير فضاءات ثقافية للأطفال يساهم في إبعادهم عن طرق الانحراف، ويمنحهم فرصة للإبداع والتعبير عن أنفسهم. » متمنيا للمهرجان المزيد من النجاح والتألق، كمنارة ثقافية تستحق الاستمرار لخدمة الأجيال القادمة.