وقع الاختيار على المخرج السينمائي سعد الشرايبي أنْ يكون رئيساً لهذه الدورة المكوّنة عضويتها من رشيدة السعودي والجيلالي بوجو ومصطفى هنيني، وعياً من إدارة المهرجان بما يمثله الشرايبي من قيمة بارزة في المشهد السينمائي ذلك إنّه يعد من الوجوه السينمائية الهامة التي طالما قدّمت فرجة سينمائية يُعوّل عليها، انطلاقاً من أفلام ما تزال باقية في الذاكرة والوجدان. وحرص الشرايبي منذ أفلامه الأولى على تقديم سردية بصرية مغايرة، تارة تنتقد الواقع وتُعرّيه وتارة أخرى يعمده كداعة لإدانة التاريخ وجرحه.
تأتي قيمة هذا المهرجان في كونه يعتبر من المهرجانات المختلفة التي تسعى إلى تقديم فرجة سينمائية مختلفة خاصّة بالأطفال ويدخل ذلك ضمن الأفق التربوي الذي يحرص عليه فريق المهرجان، على أساس أنّ السينما يعتبرها العديد من الباحثين أداة تربوية تُساهم بشكل كبير في تهذيب الذوق العام وتربي ملكة الابداع والابتكار لدى النائشة وتُقوّي حسّهم الفني واختياراتهم الجمالية بطريقة واعية تدخل عبر العين وتتسرّب عبر الجسد. على هذا الأساس، فإنّ النجاحات المتواصلة للمهرجان جعلته من المهرجانات الصغيرة ذات النفع العام، فهو ليس مجرّد مهرجان ترفيهي، بقدر ما يمثل أفقاً بصرياً مغايراً لأنّ يحرص في ديباجته على أنْ تكون الأفلام موجّهة للأطفال.