تأتي قيمة هذا المؤلّف في كونه يعطي للناقد إمكانية كبيرة للحديث عن تجربته الفنية، انطلاقاً من جوانب ذاتية لا ترتبط بالسياقات التاريخية والمفاهيم الفكرية، بقدر ما تجعل من الذات أفقاً جديداً للحديث عن السينما. وهو نمطٌ من الكتابة الذي يُعنى بالوقوف عند اللحظات الهامّة التي ميّزت علاقة الأفراد بالعمل السينمائي خلال مراحل متعددة من حياتهم. ذلك إنّ الذاكرة السينمائية بالنسبة للنقاد لعبت دوراً كبيراً على مستوى الإرشاد والتوجيه، فالمُشاهدات السينمائية تؤثّر على فعل الكتابة وتقود الناقد إلى البحث عن نمطٍ من المعرفة الذي تساهم الذات بشكل فعّال في إنتاجه.
شارك هذا الكتاب كل من نور الدين أفاية وعز العرب العلوي ومحمد عبد الفتاح ومحمد اشويكة والعربي واحي ونور الدين محقق ومحمد صوف وخليل الدمون وسعيد المزواري وسليمان الحقيوي، بحيث يعمل كل باحث أو ناقد على تقديم مفهومه الخاص للسنيفيليا من خلال العودة إلى ذاكرته السينمائية والتنقيب فيها عن كل اللحظات المُضيئة التي تزيد من وعي العمل السينمائية وقيمته الفنية والجمالية.