ويشارك في المسرحية باقة من الممثلين المغاربة الذين طالما عرفوا في أوساط الساحة الفنية المغربية بأعمالهم المسرحية مثل عبد الرحيم المنياري وبشرى أهريش ومحمّد عزام (بهلول). وحرص الجدلي في عمله هذا، على خلق نوع من التماهي مع المسرح الغربي. وهي توليفة فنّية تُتيح للمخرج البحث عن جماليّات جديدة من خلال الذائقة الجماليّة الغربية والعمل على مغربتها في إطار نصّ مسرحي يلامس بعضاً من القضايا ذات الصلة بالجمهور المغربي. إذْ نادراً ما نعثر اليوم على مسرحيات تستمدّ بعض معالمها من المسرح الغربي بكلّ ما يُمثّله من علامة بارزة في تاريخ المسرح العالمي. سيما وأنّنا نعثر اليوم على كثير من الأعمال المسرحية الترفيهية التي باتت تحتلّ سطح المشهد المسرحي. فإذا كانت السينما المغربية في الآونة الأخيرة، قد حقّقت جزءً من النجاح الجماهيري في العالم، فإنّ المسرح ما يزال يحبو على درب التقليد والمحاكاة.
غير أنّ ظهور بعض التجارب الجديدة، جعلت المسرح المغربي يبحث له عن متنفّس جديدة وعلى لغةٍ بصريّة قريبة من الواقع اليومي وتحوّلاته. ورغم الحصار الذي يضربه الجمهور أحياناً على هذا النوع من المسرح العالم، فإنّه يظلّ يحفر لنفسه مكانة بارزة في المشهد المسرحي، سواء داخل المغرب أو خارجه. على هذا الأساس، فإنّ الوعي بقيمة هذا الموروث الغربي يعطي للعمل المسرحي شرعيته العلمية وأصالته الفنية ومميزاته الجمالية. ويعتبر جدلي واحداً من المسرحيين المغاربة الجدد الذين يعملون على تقديم نصوص مسرحية واعية بسياقها التاريخي وعارفة بتحوّلها الجمالي، إذْ يساهم رفقة كوكبة من المسرحيين الجدد على إعطاء الساحة نفساً جديداً بعيداً عن مسرح الصالونات.