في هذا العمل المسرحي، يحرص بنهدار أنْ يعكي لفضاء جامع الفنا مكانته الخاصّة، باعتباره فضاءً يلتقي فيه الواقع بالتاريخ وتتصادى فيه الأفكار والمواقف والرموز بالروائح والألوان بالأصوات لتُكوّن خليطاً مسرحياً يهجس بنوع من التجريب المسرحي الذي يحاول أنْ يقبض شعرية الفضاء وحرارته. ولا شك أنّ رهان بنهدار على اصدار المسرحية ي كتاب بدل عبورها مباشرة إلى خشبة المسرح.
يُتيح لنا فهم الأسس المعرفية والمنطلقات الجمالية التي يُراهن عليها المؤلف في صياغة عوالم مسرحية قادرة على التأثير في القارئ وتُقدّم العمل المسرحي على أساس أنّه عبارة عن عمل مسرحي قابل للتفكير والتأمّل وليس للفجرة المسرحية وما يُرافقها من متعة بصريّة. والحق أنّ هناك العديد من المسرحيات التي كُتبت من أجل القراءة وليس للمُشاهدة ورغم ذلك استطاعت هذه النصوص أنْ تتنزّل منزلة رفيعة ومرموقة في ذاتية القارئ، بحكم الشرط المعرفي الذي تُراهن عليه على مستوى بناء العمل المسرحي.
يقول الباحث عبد المجيد فنيش عن هذا العمل « سيجد القارئ في هذا النصّ توثيقاً بلغة الأدب لأبرز صناع الفرجة في ساحة بهجة البهوج ومن مختلف ألوان التعبير ليس الفني فقط بل من ألوان أخرى ظاهرها أنها لا تنتمي للفنون لكن حقيقتها لا تخلو من أدوات فنية وكم أثارني بكل إيجابية منحى المؤلف في اتجاه الجمع بين شخوص ذات رمزية من أزمنة مضت منذ قرون وأخرى من القرن العشرين وكذا من أيام الناس هاته ».
أما الباحث عبد الكريم الشباكي فيقول بأنّ « عبد الإله بنهدار يحتفي بساحة جامع الفنا، وهو احتفاء مبدع بفضاء فني متميّز واحتفاء غيور على الكتابة المسرحية بساحة يُنصبها صرحاً لتوطين ثقافة الفن والإبداع، وحيث إن النصوص المسرحية من بعض الوجوه، هي حافز لنظم كلام آخر، كلام المتلقي بخلفيته وأهدافه، وهي ملهم لبناء سيناريو عرض فرجوي على المنصة، فإنّ نص بهجة البهوج يفتح آفاقاً للتأمّل والتفكير في المشهد المسرحي المغربي ».
مرحبا بكم في فضاء التعليق
نريد مساحة للنقاش والتبادل والحوار. من أجل تحسين جودة التبادلات بموجب مقالاتنا، بالإضافة إلى تجربة مساهمتك، ندعوك لمراجعة قواعد الاستخدام الخاصة بنا.
اقرأ ميثاقنا