وتأتي قيمة هذا اللقاء في كونه يقف بشكل مركزي عند خصاص الكتابة عند هشام العسري. لذك إنّه يُعدّ من المخرجين المغاربة القلائل الذين يمارسون الكتابة إلى جانب الإخراج، بحيث أنّ القارئ يجد نفسه أمام تجربة متعددة يتمازج فيها الأدبي بالسينمائي ويكونان معاً أفقاً جمالياً تتقاطع فيه الصورة بالنص. إنّ العسري حين يكت الرواية، فهو يتعامل معها على أساس أنّها امتداد عميق لكلّ أفلامه، فهناك عوالم مشتركة بين الروايات والأفلام. وعلى الرغم من شهرة أفلامه فإنّ رواياته أصبحت في الآوة الأخيرة لها حضور بارز داخل الأنشطة الثقافية، انطلاقاً مما تُحدثه من أثر كبير في سيرة القراء.
جدير بالذكر أنّ هشام العسري من مواليد 13 أبريل 1977 بالدار البيضاء، وهو مخرج أفلام وكاتب سيناريو ومنتج وروائي وفنان قصص مصورة مغربي. تتميز أعماله السينمائية ببصمة فنية خاصة، حيث تجمع بإبداعية فائقة بين الخصوصي الذي يتمثل في توظيفه للثقافة الشعبية المغربية بأبعادها الأدبية والاجتماعية المختلفة، والكوني الذي يتمثل في استلهامه للمواصفات والتقنيات الفنية التي تحفل بها الصناعة السنيمائية العالمية، مما قد يدفع بالبعض إلى تصنيف أفلامه بكونها تقوم على معالجة طابوهات المجتمع المغربي بطريقة جريئة ومغايرة.