من خلال شاشة كبيرة تُعرض فيها مراحل العمل داخل المختبر، تمكّن الزوار من التعرف على كيفية استخراج البصمة الوراثية (ADN) من آثار مادية دقيقة (شعرة، دم، لعاب...) باستخدام أحدث المعدات العلمية.
ويؤدي هذا النوع من التحليل دورًا محوريًا في تحديد هوية الضحايا أو المشتبه فيهم، وخاصة في الجرائم المعقدة أو الكوارث التي يصعب فيها التعرف البصري المباشر.
وأكد أحد الخبراء في الرواق أن تحاليل الـDNA أصبحت اليوم أداة لا يمكن الاستغناء عنها في مجال العدالة الجنائية، حيث تُعد أدلة دامغة داخل المحاكم، وتُعتمد عالميًا في التحقق من الهوية.
البصمة الوراثية والبصمات. خديجة صبار
الرواق الثاني سلّط الضوء على نظام التعرف الأوتوماتيكي على البصمات (AFIS)، الذي يتيح مقارنة بصمات مجهولة مع قاعدة بيانات وطنية ضخمة، في ظرف زمني قصير وبدقة عالية.
تُظهر الشاشة التفاعلية كيف تتم قراءة البصمة رقمياً، وتحليل نقاط التشابه بين البصمة المأخوذة من مسرح الجريمة وتلك المخزنة في النظام، ما يساعد على التعرف السريع على الأشخاص المتورطين أو ذوي السوابق.
الرواقان معًا يُجسدان وجه الأمن الوطني العلمي، حيث لم تعد التحقيقات الجنائية تعتمد فقط على الاعترافات أو الشهادات، بل على أدلة مخبرية دقيقة تؤكد أو تنفي الفرضيات، في انسجام تام مع المعايير الدولية في مجال العدالة.
كما سمحت هذه التجربة التفاعلية للزوار، وخاصة التلاميذ والطلبة، بالتعرف عن قرب على مهن علمية داخل جهاز الأمن الوطني، تجمع بين التكنولوجيا، الطب الشرعي، والتحقيقات.