في قلب مصلحة الأرصاد الجوية: هكذا تراقب الأجهزة الدقيقة موجات الحر وتحول الأرقام إلى إنذارات تنقذ الأرواح

هكذا تعمل مصالح المديرية العامة للأرصاد الجوية على رصد حالة الطقس

في 04/07/2025 على الساعة 07:00

فيديوبين الأجهزة الحديثة وشاشات الرصد التي لا تغيب عنها الأعين، يعمل فريق من الخبراء في المصلحة العامة للأرصاد الجوية بالدار البيضاء بصمت وتركيز، ليكونوا العين الساهرة على سماء المملكة، خصوصا في عز موجة الحر الأخيرة. خلال زيارتنا لهذه المؤسسة الحيوية، اكتشفنا كيف تتحول التكنولوجيا المتطورة والخبرة العلمية إلى آلية متكاملة لرصد درجات الحرارة بدقة متناهية، بهدف حماية المواطنين من التقلبات المناخية المفاجئة.

كشف الحسين يوعابد، مدير مديرية التواصل بمصلحة الأرصاد الجوية الوطنية، عن الكواليس الدقيقة لرصد درجات الحرارة وكيف تتلاقى التكنولوجيا مع الخبرة لخدمة المواطن وتحويل الأرقام إلى إنذارات تنقذ الأرواح.

يقول يوعابد: «نعتمد على شبكة واسعة من المحطات الجوية المنتشرة عبر مختلف مناطق المغرب، مزودة بمجسات حرارية دقيقة تقيس درجات الحرارة بشكل مستمر وعلى مدار الساعة. هذه الأجهزة، مثل الترمومتر التقليدي وأجهزة الاستشعار في الأقمار الصناعية، تمنحنا قدرة فريدة على متابعة كل تغير حتى الطفيف في درجات الحرارة.»

ويضيف في تصريح لـLe360: «هناك أيضا أجهزة الراديوسوند التي تسمح لنا بقياس درجات الحرارة على ارتفاعات مختلفة، مما يزودنا بصورة كاملة عن حالة الغلاف الجوي، ليس فقط عند السطح، بل في السماء أيضا.»

وحول مراحل معالجة المعلومات الرصدية، يشرح يوعابد قائلا: « تمر البيانات بأربع مراحل أساسية؛ أولا الرصد الجوي حيث نسجل البيانات من أكثر من 400 محطة منتشرة في أنحاء المغرب. ثم تأتي مرحلة تجميع المعلومات من المصادر الوطنية والدولية، وبعدها ننتج خرائط لحالة الغلاف الجوي قرب سطح الأرض تساعدنا في التنبؤ بدقة. وأخيرا، نعتمد على نماذج حاسوبية متقدمة تتيح لنا توقع السيناريوهات المحتملة لتطور درجات الحرارة.»

ويختتم قائلا: «ما تراه في نشرة الطقس ليس مجرد رقم عابر، بل هو نتاج جهد متواصل وتقنيات متطورة هدفها حماية المواطنين وتحذيرهم قبل وقوع موجات الحر أو أي تقلبات جوية قد تؤثر على حياتهم.»

وأضاف بابتسامة: «التكنولوجيا والخبرة تعملان جنبا إلى جنب، ونحن ملتزمون بجعل المغرب أكثر استعداداً لمواجهة تحديات الطقس مهما كانت قاسية.»

تحرير من طرف حسناء اللون / صحفية متدربة و خديجة صبار
في 04/07/2025 على الساعة 07:00