كشف الحسين يوعابد، مدير مديرية التواصل بمصلحة الأرصاد الجوية الوطنية، عن الكواليس الدقيقة لرصد درجات الحرارة وكيف تتلاقى التكنولوجيا مع الخبرة لخدمة المواطن وتحويل الأرقام إلى إنذارات تنقذ الأرواح.
يقول يوعابد: «نعتمد على شبكة واسعة من المحطات الجوية المنتشرة عبر مختلف مناطق المغرب، مزودة بمجسات حرارية دقيقة تقيس درجات الحرارة بشكل مستمر وعلى مدار الساعة. هذه الأجهزة، مثل الترمومتر التقليدي وأجهزة الاستشعار في الأقمار الصناعية، تمنحنا قدرة فريدة على متابعة كل تغير حتى الطفيف في درجات الحرارة.»
ويضيف في تصريح لـLe360: «هناك أيضا أجهزة الراديوسوند التي تسمح لنا بقياس درجات الحرارة على ارتفاعات مختلفة، مما يزودنا بصورة كاملة عن حالة الغلاف الجوي، ليس فقط عند السطح، بل في السماء أيضا.»
وحول مراحل معالجة المعلومات الرصدية، يشرح يوعابد قائلا: « تمر البيانات بأربع مراحل أساسية؛ أولا الرصد الجوي حيث نسجل البيانات من أكثر من 400 محطة منتشرة في أنحاء المغرب. ثم تأتي مرحلة تجميع المعلومات من المصادر الوطنية والدولية، وبعدها ننتج خرائط لحالة الغلاف الجوي قرب سطح الأرض تساعدنا في التنبؤ بدقة. وأخيرا، نعتمد على نماذج حاسوبية متقدمة تتيح لنا توقع السيناريوهات المحتملة لتطور درجات الحرارة.»
ويختتم قائلا: «ما تراه في نشرة الطقس ليس مجرد رقم عابر، بل هو نتاج جهد متواصل وتقنيات متطورة هدفها حماية المواطنين وتحذيرهم قبل وقوع موجات الحر أو أي تقلبات جوية قد تؤثر على حياتهم.»
وأضاف بابتسامة: «التكنولوجيا والخبرة تعملان جنبا إلى جنب، ونحن ملتزمون بجعل المغرب أكثر استعداداً لمواجهة تحديات الطقس مهما كانت قاسية.»