طنجة تسجل ارتفاعا قياسيا في حالات الانتحار خلال أسبوعين

سيارة إسعاف

في 15/07/2024 على الساعة 12:08

سجلت حالات الانتحار بمدينة طنجة، خلال الـ15 يوما المنصرمة، نسبة ارتفاع خطيرة بعد مصرع عدد من الأشخاص بينهم نساء وشبان وأطفال أقدموا على وضع حد لحياتهم شنقا أو عبر رمي أنفسهم من أسطح وشرفات مساكنهم.

وذكرت مصادر أن الظاهرة سجلت منحنى خطيرا خلال الأسبوعين الأخيرين بسبب ارتفاع حالات الانتحار بعاصمة البوغاز، كان آخرها الحالة المسجلة يوم أمس الأحد بحي المنظر الجميل وسط المدينة، حينما أقدمت فتاة عمرها 22 عاما على الانتحار شنقا بسطح منزل أسرتها القاطنة بذات الحي.

وعثر على الفتاة الهالكة، جثة هامدة وهي معلقة بواسطة حبل لفت به عنقها بقطعة حديدية بسطح منزل الأسرة في غفلة منهم، ما خلف صدمة وحالة من الحزن والألم وسط الجيران وأهلها، في وقت كشفت فيه مصادر مطلعة أنها كانت تعاني قيد حياتها من مشاكل أسرية وقد تكون السبب في إقدامها على الانتحار.

وقبل يومين من حادث حي المنظر الجميل، أقدمت سيدة أخرى، هذه المرة بحي جزناية خارج المدار الحضري لطنجة، على الانتحار بعدما رمت بنفسها من شرفة بالطابق الرابع لعمارة سكنية بكزناية.

وحسب معطيات خاصة، فإن الهالكة تبلغ من العمر 25 سنة، وتنحدر من منطقة الجرف ضواحي إقليم الراشيدية، هذا في وقت لم تعرف فيه أسباب إقدامها على الانتحار، بعدما أكدت مصادر، أنها لم تكن تعاني أي مشاكل داخل بيت أسرتها بالحي.

ولم تتوقف حالات الانتحار في مدينة طنجة، طوال الأسبوع الماضي، إذ سجلت حالة أخرى بالمدينة، وهذه المرة على مستوى حي مسنانة الشعبي، حينما أقدم شخص ينحدر من منطقة سيدي اليماني بضواحي مدينة أصيلة، على الانتحار شنقا بسطح منزله.

وكان الهالك، وهو سبعيني، شخصا عاديا بالنظر إلى سنه وكان يعرف بخصاله الطيبة وسط الجيران، الأمر الذي خلف صدمة وسط معارفه بعد علمهم بالطريقة المأساوية التي وضع بها حدا لحياته.

ووفقا لمعطياتنا الخاصة، ففي اليوم نفسه، سجلت حالة انتحار أخرى بحي بنكيران أو ما يسمى بـ »حومة الشوك » بعدما أقدمت فتاة في الثلاثينيات من عمرها، على وضع حد لحياتها شنقا، بسبب معاناتها مع مشاكل نفسية حيث كانت تتلقى العلاجات بإحدى المستشفيات بالمدينة.

وبعد تسجيل حالات الوفيات في صفوف الأشخاص الذين أقدموا على الانتحار، توالت طيلة الفترة نفسها « محاولات الانتحار » والتي سجلت بدورها ارتفاعا مهولا، أولها قبل أسبوعين حينما أقدم شاب في الـ25 من عمره على صب بنزين على جسده وإشعال النار، وسط المارة بمنطقة العوامة نتيجة مشاكل بينه وبين طليقته بالحي ذاته، قبل أن ينقذه بعض المارة من موت محقق، ويتم نقله إلى المستشفى لتلقي العلاجات نتيجة الحروق التي أصيب بها.

وسجلت مناطق عديدة ببني مكادة وحومة الحداد « محاولات انتحار » لعدد من الفتيات والشبان ونساء بعضهن أقدم على شرب مواد سامة، وتم انقاذهم في آخر لحظة بعد نقلهم إلى قسم المستعجلات التابع للمستشفى الجهوي محمد الخامس بطنجة.

وتفيد المعطيات ذاتها أن ارتفاع حالات الانتحار بمدينة طنجة في المدة الأخيرة باتت تشكل ظاهرة مخيفة استعصى فهمها بالنظر إلى الحالات المسجلة، خصوصا في صفوف بعض النساء والأشخاص الذين تفوق أعمارهم الستين سنة.

وخلصت مصادرنا إلى أن المشاكل الاجتماعية وارتفاع الفوارق بين المجتمع والمشاكل النفسية شكلت أبرز أسباب حالات الانتحار التي سجلت بمدينة طنجة بهذا الشكل المخيف.

وتجدر الإشارة إلى أن سنة 2019 كانت السنة التي سجلت ارتفاعا قياسيا وغير مسبوق بالمدينة، وبجهة طنجة عامة، حيث أن عدد الأشخاص الذين لقوا مصرعهم « انتحارا » بطرق مختلفة، في تلك الفترة بالجهة، بلغ نحو 118 شخصا، غالبيتهم من النساء والشباب، فيما بلغ عدد الأشخاص الذين « حاولوا الانتحار »، وتم إنقاذ حياتهم طبيا خلال نفس السنة، بعدما تناولهم مواد سامة وأدوية، نحو 189 شخصا، غالبيتهم من النساء.

تحرير من طرف سعيد قدري
في 15/07/2024 على الساعة 12:08